الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

الماضي‮ ‬لن‮ ‬يعود‮.. ‬والمجلس‮ ‬الوطني‮ ‬إلتفاف‮ ‬على‮ ‬ثورة‮ ‬الشباب‮ ‬وإجهاض‮ ‬لها




بقلم العلامة/ إبراهيم بن محمد الوزير



> اللــَّــهم صَـلِّ وسلمْ وباركْ على عبدك ورَسُـــوْلك محمد وعلى آل مُحمد وتقبلْ شفاعته وارفعْ درجته.
الحمدُ لله رب العالمين ، وأسأله أن يمُــنَّ عليَّ بالعَفو والعافية في الدنيا والآخرة ، فقد قدَّرَ لي العَودة إلى بلدي الحبيب اليَـمَـن الميمون الذي دعا له رَسُـــوْلُ اللــَّــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- في أكثر من حديث.
وإنني بعدَ عَودتي أدعو أبناءَ وطني اليَـمَـن الميمون المبارك العزيز إلى طاعة اللــَّــه -عَــزَّ وَجَــلَّ- ، وطاعة رَسُـــوْل اللــَّــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- ، والانقياد لأوامر اللــَّــه ، وتحليل ما أحل اللــَّــهُ ، وتحريم ما حرم اللــَّــهُ ، والابتعاد عن سفك الدماء ، وأكل الحرام ، وعن الكذب ، والغش ، والخيانة ، وقول الزور ، وعن الإهتمام واللهفة والجري وراء كــُــلِّ مصلحة شخصية مادية أو معنوية ، وأن نقولَ جميعاً ما نعتقدُ أنه الحَــقُّ ، وأن فيه مصلحةَ بلادنا وأبناء وطننا ، ولا نخافُ في اللــَّــه لومةَ لائم.
كما أدعوهم إلى التمسك بحُب اللــَّــه -عَــزَّ وَجَــلَّ- وحُـب رَسُـــوْل اللــَّــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- وإلى حُـب آل رَسُـــوْل اللــَّــه الأوائل المطهرين ، عليٍّ وفاطمة الزهراء ، والحسَن والحسين ، على رَسُـــوْل اللــَّــه وعليهم الصلاة والسلام ، وعلى مَن اتبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين.
وإلى حُـب أصحاب رَسُـــوْل اللــَّــه الذين قام الإسلامُ على جهادهم وجهاد آل رَسُـــوْل اللــَّــه الطاهرين ، عليهم سلامُ اللــَّــه وتحياته ومرضاته أجمعين.
كما أنني أُؤيَدُ مَــطالبَ شباب التغيير الذين خرجوا إلى ساحات التغيير في أنحاء اليَـمَـن من شافعية وزيدية وأحناف وغيرهم ومن أهل الجبال والسهول والتهايم ، ومن أهل الشمال والجنوب ، والشرق والغرب ، من أبناء وطني الذين يُــطالبون بالحُرية والديموقراطية الحقيقية ، وأشــُــدُّ على أيديهم ، وأدعو لهم بالنصر والتمكين بفضل اللــَّــه رَبِّــنا ورَبِّ العالمين.
كما أنني لا أفرِّقُ بين مَن في الساحات في جميع أنحاء اليَـمَـن ، سواءً من شمال اليمن أو جنوبه أو شرقه أو غربه، زيدية وشافعية ، وكل مَن يطيعُ اللــَّــهَ ورَسُـــوْله ، ويحبُّ اللــَّــهَ ورَسُـــوْلـَــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- من جميع أبناء وطني ، وأدعوهم إلى جمْع الكلمة ، وتوحيد الصف ، ونبذ كــُــلّ تفرقة ، وكل عُنصرية من هذا الجانب أو ذاك.
 كما أعتقد أن أبناءَ وطني جميعاً سواسيةٌ في الحُــقوق والواجبات ، ومَن فرَّقهم أو فرَّق بينهم فهو خاسرٌ في الدنيا والآخرة ، ويجبُ أن نكونَ وَكــُــلّ أبناء وطني ضده حتى نقضيَ على كــُــلّ تفرقة بإذن اللــَّــه -عَــزَّ وَجَــلَّ-.
كما أنني أستغربُ وأستنكرُ تشكيلَ المجلس الوطني ؛ لأنه ضَــمَّ عساكرَ ومشايخَ لهم مكانتهم المعروفة في اليَـمَـن ، وأدوارُهم السابقة المعروفة ، وأعتبرُ تلك التشكيلةَ إلتفافاً على ثورة الشباب السلمية ، وإجهاضاً لها ، وأعتبرُ أعضاءَ المجلس الوطني المعلــَــن إخواناً للجميع ، ومواطنين كسائر المواطنين ، لهم ما للمواطنين وعليهم ما علىهم ، ولهم مكانتهم ، ولكن ليس لهم أن يفرضوا أنفسَـهم حُــكاماً في المستقبل ، ومنذُ اليوم؛ لأن هذا إلتفافٌ وإجهاضٌ لثورة الشباب السلمية المطالبة بالحُــرية والديمقراطية الحقيقية ، ويجب أن يكونَ الجميعُ مع مطالب الشباب وثورتهم السلمية لا أن يجهضوها ويلتفوا عليها ، ولن يرضى اللــَّــه -عَــزَّ وَجَــلَّ- وأبناء وطني اليَـمَـن الميمون بهذا الإجهاض ، ولن يوافقَ أبناءُ الشعب عليه ، واللــَّــهُ معهم وناصرُهم وسيَـمُــدُّهم -عَــزَّ وَجَــلَّ- بروح منه كلما أخلصوا لله واتبعوا أوامرَ اللــَّــه ، وأوامرَ رَسُـــوْل اللــَّــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- وتوجيهاته ، وسيقولون رأيَــهم في هذا الإلتفاف السيء على مطالب مَن في الساحات اليَـمَـنية في أنحاء اليَـمَـن ، واللــَّــهُ ناصرُهم ومؤيدُهم مع صدقهم وإخلاصهم ، إنه على كــُــلّ شيء قدير، وبكــُــلّ شيء عليم.
وأريدُ أن أقولَ لأبناء وطني : إن الذي حدث في العالــَــم العربي من انتفاضات غيَّــرت الشيءَ الكثيرَ في مصر وتونس وليبيا مخططٌ إلهي وإرادةٌ إلهية لمصلحة العَرَب والمسلمين جميعاً ، ولنــُــصرة الإسلام الحقيقي المعتدل الواضح الناصع الذي يدعو إلى المحبة وجمع الكلمة ، ونصرة المظلوم ، ولا يَرضى بالاعتداء والالتفاف من أجل المصالح الشخصية »المكاسب المادية أو المعنوية« ، وستتحقق النتائجُ الرائعةَ العظيمة المباركة لهذه الثورات التي نصر اللهُ بها المسلمين في أنحاء الأرض ، وتزول الفوارق وأسبابُ النزاع والصراع ، ومنها اليَـمَـن الذي أحبه رَسُـــوْل اللــَّــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- ودعا له كثيراً ، (إن اللــَّــه بالغ أمره قد جعل اللــَّــهُ لكل شيء قدراً).
كما أنني أؤكدُ أن جميعَ أبناء وطني سواسية في استحقاق الحكم ، وأنه يجب أن يكون الحكمُ في أرض اليَـمَـن المبارك الميمون في القوي الأمين ، لا فرقَ بين هاشمي أو غير هاشمي ، أو زيدي أو شافعي ، أو صعدي أو عَدَني ، أو من أبناء منطقة صنعاء وما حولها.
كما أؤكد وأدعو أبناءَ وطني إلى التحلي بالأخلاق الإسلامية في طلب الحُرية ، وأن تكون الحُرية المطلوبة حُرية حقيقية بحيث يتمتعُ كــُــلُّ مواطن بحق الإختيار لمذهبه ومعتقده ، ولهم الحق في أن يدرّسوا أولادَهم وأبناء منطقتهم بمعتقداتهم الإسلامية ، ما لم يخرج المعتقدُ عن معتقدات المجتمع أو يكون مستنكراً ومرفوضاً من الدين بالضرورة.
كما أن لكل مواطن الحُريةَ في عمله ورأيه وولائه داخل إطار مُعتقدات المجتمع وأعرافه.
كما أنني أؤمن بأنه لا بد من ظهور عَهد جديد يتم فيه التمسك بالحُرية والديموقراطية إن شاء اللــَّــه دون ممارسة أية ضغوط أو إلتفاف عليها.
كما أنني أؤكدُ على عدم موافقة الشعب اليَـمَـني وقواه الخيّرة على أن يتولى حزبُ الإصلاح أو غيرُه من الأحزاب الحُــكمَ في اليَـمَـن ليحكموا اليَـمَـنَ حُــكماً شمولياً بحسب مذاهبهم ومعتقداتهم ، وأن الوطنَ وطنُ الجَميع ، والحُرية متاحة للجميع ، ولا يَفرضُ أحدٌ على أحد اتجاهاً دينياً محدداً ولا معتقداً.
كما أنني أؤكدُ على أن الدعوة إلى عودة الخلافة العربية (ولا أُسميها الإسلامية) بل هي خلافة عربية استمر فيها الظلمُ والبطشُ لمدة أربعة عشر قرناً يحكمُ فيها مَن كان يُسمى بالخليفة أو أمير المؤمنين بحسب مزاجه ، وأوجدوا أحاديثَ مكذوبةً على رَسُـــوْل اللــَّــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- تقول: »أطع أميرَك وإن جلد ظهرك ، وأخذ مالك« إفتراءً على رَسُـــوْل اللــَّــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- أو تفسيراً لكلام رسول الله بغير ما أراده رَسُـــوْلُ اللــَّــه -صَـلـَّـى اللــَّــهُ عَـلـَـيْه وَآلــَــهُ وَسَــلـَّــمَ- إن صح الحديث ، بينما القرآنُ يقول: (وأمرُهم شورى بينهم) ، ولم يقل: (وأمرُهم بيد أميرهم) ، وقد تركوا منهجَ اللــَّــه -عَــزَّ وَجَــلَّ- ، واستبدلوا به منهجَ فرعون الذي يقول: (ما أُريكم إلاَّ ما أرى وما أهديكم إلاَّ سبيلَ الرشاد) ، ولا خيرَ للعرب والمسلمين في العودة إلى ذلك الضلال الكبير الذي تأسس وانتشرت مفاهيمُه الضالة المضلة في المجتمع الإسلامي من حين استولى الملكُ العَضوضُ على الحكم بين المسلمين منذُ فجر التأريخ الإسلامي وحتى اليوم ، وقد أضر ذلك المنهج العرب والمسلمين ، وثَبَّتَ بينهم منهج الاستبداد والظلم ، بينما الإسلام مع الحُرية والعدالة وقول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للصغير والكبير.
وليس في صالح العرب والمسلمين العودة إلى تلك التجربة البائسة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم من تخبط وخلاف ونزاع وعدم وضوح الرؤية.
ولا بد إن شاء اللــَّــه لليَـمَـن من حياة ديموقراطية شوروية عادلة ، ولا بد من تفعيل مبدأ الشورى -الذي ضيّعه المسلمون- بالوسائل الديموقراطية الحديثة من مجلس نيابي شوروي منتخب ودستور يتوخى مصلحة اليَـمَـن وليس مصلحة النظام وكبار قادة النظام.
 ولا بد من ترك المال العام إن شاء اللــَّــه ليصل إلى أصحابه الحقيقيين ، إلى أبناء هذا الشعب من الفقراء والضعفاء والمسحوقين حتى تعودَ إليهم ثقتهم باللــَّــه -عَــزَّ وَجَــلَّ- وبأنفسهم ، ويعيشوا مصانةً دماؤهم وأموالهم وأعراضهم ، ويتمتعوا بكامل حريتهم وكرامتهم ، ويعرفوا بأن كلمة المساواة ليست كلاماً يقالُ للاستهلاك المحلي والخارجي ، بل مبدأ يحافظ عليه اليَـمَـنيون جميعاً ليعمهم الخير وتشملهم بركات فاطر السموات والأرض ، وخالق البشر ورازقهم سبحانه وتعالى.
ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاَّ باللــَّــه العَـلي العظيم ، وصَلِّ وسلمْ وباركْ يا رب على عبدك ورَسُـــوْلك محمد وآل محمد ، كما صليتَ وسلمتَ وباركتَ على عبدك ورَسُـــوْلك إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ ، إنك حميدٌ مجيد.
سُبحانَ ربك رَبِّ العزة عما يصفون.. وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ لله رَبِّ العالمين..
حَسبي اللــَّــهُ ونعم الوكيل.. نعم المولى ونعم النصير.. وعلى اللــَّــه توكلت..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار