الأربعاء، 4 مايو 2011

ثورة حميد وسُهيل والجزيرة




ليعذرني الإخوة الشباب المعتصمون في ساحات الحرية والتغيير إن قلتُ بأن ثورة الشباب التي يقودونها ويسعَون إلى تحقيقها على أرض الواقع هي مغايرة تماماً للثورة التي يقودُها ويسعى إلى تحقيقها الشيخ/ حميد الأحمر، بدعم من قناتي »الجزيرة« و»سهيل«، فالمتأمل لما تقوم بنشره وعرضه قناة »سهيل« والتي تبدو أن غرفة البث موجودة داخل منزل الشيخ/ حميد يتضح له أن أهداف هذه الثورة مخالفة لما يهدف إليه الشباب، وقناة »سهيل« للأسف الشديد إفتقدت
للمصداقية خلال تغطيتها للأحداث وباتت تعتمد على الأكاذيب والحرب النفسية، وكأنها تستغفل أبناء الشعب، فهي تنقل وجهة نظر الشيخ/ حميد وتقوم بتصفية حساباته الشخصية مع الرئيس ونجله أحمد والعميد يحىى محمد عبداللــَّــه صالح وشقيقه عمار وتعتمد في ذلك بنسبة كبيرة على الكذب والتدليس، ففي الوقت الذي تعرض القناة عبر شاشتها خبراً عاجلاً ينص على أن الرئيس الذي تختصر إسمه بـ»علي صالح« قام بتعيين شقيقه علي صالح الأحمر قائداً للحرس الجمهوري خلفاً لنجله أحمد لعدم خبرته في إدارة المعارك الحربية إذا بها بعد أيام قلائل تنشر خبراً عاجلاً جديداً حول قيام الرئيس بنقل غرفة عمليات القوات المسلحة من وزارة الدفاع إلى الحرس الجمهوري تحت إشراف نجله أحمد، وهو تناقض غريب، تماماً كما حصل مع الشيخ/ محمد شردة حيث نشرت القناة في سلسلة أخبارها العاجلة أن محمد شرده يعلن إنضمامه وتأييده لثورة الشباب، ومن تناقضات وأكاذيب »سهيل« تلكم الأخبار العاجلة التي يتم الحصول عليها بحسب القناة من مصادر خاصة أو شهود عيان أو مصادر والتي تشير إلى أن قوات أمنية تابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي بلباس مدني قامت بالإعتداء على المتظاهرين والمعتصمين في صنعاء وتعز والحديدة وعدن وحضرموت وحجة وإب ولا أعلم كيف إستدلت هذه المصادر التي تقول عنها »سهيل« على أن هؤلاء المعتدين هم من أفراد الحرس أو الأمن المركزي أو القومي، من المستحيل أن تكون هذه المصادر وشهود العيان في هذه المحافظات على إحاطة تامة بكافة المنتسبين للسلك العسكري في الوحدات السالف ذكرها؛ لأن هذه مهمة مستحيلة على شؤون الأفراد والضباط بوزارة الدفاع، وللأسف أن كــُــلّ الحوادث التي تشهدها ساحات الإعتصام وتصاحب المظاهرات والمسيرات يتم إلصاقها بذات الأطراف التي سبقت الإشارة إلىها، وكأن هناك عملية إستقصاد موجهة ضد قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي غايتها ومبتغاها هو تحميل قيادة هذه الوحدات المسؤولية الكاملة عن هذه الإعتداءات من أجل إيجاد مبررات للمطالبة برحيلها عن السلطة إلى جانب الرئيس؛ لأن »سهيل« وأصحابها يدركون جيداً أن رحيل الرئيس علي عبداللــَّــه صالح عن السلطة مع بقاء هؤلاء القادة العسكريين في المشهد السياسي لن يمكنهم من تحقيق أهدافهم المنشودة، فكانت الخطة بأن يتم خلق حالة من الإجماع في أوساط المعتصمين ومن معهم بأن كــُــلّ حوادث الإعتداءات التي تحدث يقف وراءَها نجلُ الرئيس وأولاد أخيه، وهو ما يحرص هؤلاء على التحدث به للفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، وباتت بعض الفضائيات والمواقع الإلكترونية والصحف، وعلى رأسها »الجزيرة«، تقوم بنفس الدور السلبي، وكأن الجميع في حالة عدائية مع الرئيس ونجله وأولاد أخيه، ولا أعتقد أن الثورة الشبابية السلمية التي رحبنا بها جميعاً تتفق مع ما يذهب إليه الشيخ/ حميد وقناتا »سهيل« و»الجزيرة«، فثورة الشباب تهدف إلى إجتثاث الفساد ومحاسبة الفاسدين وإحداث نقلة نوعية في أداء السلطات القضائية والأمنية والمؤسسات التشريعية ووسائل الإعلام الرسمية، وفي المستوى الإقتصادي والمعيشي وإعمال دولة النظام والقانون، والمواطنة المتساوية، وحماية المال العام والثروات الوطنية، والحد من العبث والإنفاق غير المشروع، وغيرها من الأهداف التي تسعى ثورة الشباب لتحقيقها، وهذا ما نريده جميعاً، وهذه هي الثورة التي ننشدها جميعاً، وما لنا وثورة حميد الأحمر وثورة قناتي »سهيل«، و»الجزيرة«، فأهداف هذه الثورات لا تعنينا ولا تصب في خدمة الوطن ولا تنشد أي خير للوطن وللمواطنين، فلا نريد ثورة تعتمد على الدجل والكذب والإفتراء، لا نريد ثورة إنتقامية قائمة على تصفية الحسابات الشخصية واللــَّــهث وراء كسب المصالح الذاتية.. بصراحة لقد سئمنا من أخبار »سهيل« و»الجزيرة« المفبركة والكاذبة، ولم يعد هناك من تنطلي عليه هذه الأخبار المفبركة داخل المطبخ الإعلامي الخاص بالشيخ حميد الأحمر، فالمطلوب أن يتحرر الشباب من تبعيتهم لقناة »سهيل« وخصوصاً وهم يشاهدون ما تعرضه من أخبار ومواضيع لا تصب في مصلحة ثورتهم الشبابية، وعلى الشباب أن يتنبهوا إلى مسألة هامة تتعلق بدور  قناة  » سهيل « ،  حيث  تعمل  هذه  القناة  على  تلميع  أشخاص  ارتبطت  أسماؤهم  بالفساد  والإفساد، وجعلوا  من  ثورة  الشباب  مطية  لهم  للحفاظ  على  ثروتهم  ومصالحهم  والبحث  عن  المزيد  من  المكاسب  المادية  مستقبلاً .
وللشباب أقول: أنتم قدمتم نماذجَََ رائعةً في التضحية والصمود، وأنتم حققتم في أسابيع قليلة ما عجزت عنه المعارضة في سنوات عديدة، وعليكم أن تحافظوا على ما أنجزتموه، وما أنتم بصدد إنجازه، فإياكم والإنجرار خلف نزوات »سهيل«، وأهواء أصحابها، تسلحوا بالعقل والحكمة، ولا تدعوا جنس بشر يُسيءُ إلى ثورتكم، ولا تصدقوا من يقول لكم بأن الغاية تبرر الوسيلة، أُرفضوا دعوات الكراهية والمناطقية وعبارات القدح والسب والتجريح والإساءة، ترفعوا عن الصغائر، وغلبوا مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.. ولا تلوِّثوا ثورتكم بالفاسدين والإنتهازيين  والإستغلاليين  والمأجورين ..
وللجميع  خالص  الود

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار