الخميس، 24 مارس 2011

إلى أين مصير اليمن في ظل الفكر التكفيري السلفي الوهابي ؟؟

إلى أين مصير اليمن في ظل الفكر التكفيري السلفي الوهابي  ؟؟
بقلم / كاتب حر  
اليمن هذه الدولة التي تقع جنوب الجزيرة العربية وتتمتع بحضارة عريقة منذ آلاف السنين مثل : سبأ ، ومعين ، وحمير ، وغيرها .
وعندما جاء الإسلام هب أبناء اليمن لنصرة هذا الدين  كيف لا والأنصار ( الأوس والخزرج ) أصلهم من اليمن  فضلا عن القبائل التي وفدت على الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم  مؤمنة طائعة  بل هو الشعب الوحيد الذي أمن برسالة من الرسول الكريم  تلك الرسالة التي بعثها إلى ( باذان ) حاكم اليمن فأسلم وأسلم معه اليمنيون !
بعث الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن معاذ بن جبل ليعلم الناس أمور دينهم كما بعث الرسول الكريم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى اليمن وأمره ببناء المسجد الكبير الذي حدد له الرسول الكريم مكان بنائه .
وهكذا نشأت علاقة حميمية بين أبناء اليمن قاطبة وبين أهل البيت عليهم السلام متمثلة بالإمام علي كرم الله وجهه في الجنة . ولم ينس اليمنيون هذه العلاقة أبداً بل راحوا يناصرون أهل البيت في كل قضية أو حرب تقوم ضدهم ، باعتبارهم أهل ببيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي .
عندا انتشرت الفتن في اليمن في القرن الثاني الهجري عندما قام الباطنيون بنشر مذهبهم وأفكارهم وقتلهم لمئات المسلمين دون وجه حق  استعان اليمنيون بالإمام  أبو القاسم الرسي الذي كان يسكن الحجاز وهو من أئمة أهل البيت  ليكون إماماً عليهم ويوحد كلمة المسلمين  . كيف لا  وهو من أهل البيت الطاهرين  ومن علماء الأمة الأفذاذ .
جاء الإمام أبو القاسم الرسي وحرر اليمن من القرامطة ( الباطنيين ) بعد معارك ضارية .
وبعد ذلك استمر حكم الأئمة لليمن من تلك الفترة فكانت أيام جميلة وعصور ذهبية  تنافس العصور العباسية بعلمائها ومؤلفاتهم الرائعة التي ملأت الأصقاع في حين كانت معظم البلاد العربية في تلك الفترة ترزح تحت وطأة الحكم المملوكي والعثماني ( عصور الانحطاط )  وبعد ذلك الاستعمار . بينما اليمن مركز إشعاع للعلوم والمعارف الكثيرة .
وفي اليمن كان المذهب السائد هو مذهب الزيدية نسبة للإمام زيد بن علي عليه السلام  أعدل المذاهب الإسلامية وأكثرها انفتاحاً وهو المذهب الوحيد إلى يومنا هذا يفتح باب الاجتهاد بعكس المذاهب الأخرى .
وإلى جانبه مذهب آخر هو المذهب الشافعي الذي يتسم بالتسامح أيضاً  مع المذهب الزيدي وظل المذهبان في أمن واستقرار ولم يحدث بينهما ما يعكر صفو التسامح ولم يحدث أي اعتداء بين المذهبين  بل وصل الأمر إلى أن الزيدي يصلي خلف الشافعي وكذلك الشافعي يصلي خلف الزيدي دون خلاف  بالإضافة إلى مذهب الصوفية الذي تميز بالاعتدال والوسطية .
لأن لدى المذهب الزيدي قاعدة ذهبية تقول ( كل مجتهد مصيب )   و ( حمل رأى الآخر على السلامة ) .
وهكذا عاشت اليمن فترة ذهبية في عهد الأئمة الأطهار وفي عهد الدولة الرسولية التي اعتنقت المذهب الشافعي ، وتشهد بذلك مؤلفاتهم  في شتى العلوم والمعارف بذلك .
في الفترة الأخيرة ظهرت الحركة الوهابية  كحركة سياسية  لدعم حكم الأسرة المالكة في الحجاز  والحركة الوهابية ليست مذهبا ً دينياً وليست دعوة دينية كما يحلو للبعض أن يسميها بل حركة سياسية  لأنها خالفت جميع المذاهب وقد أعد الخليفة العثماني في تلك الفترة جيشا ًمن مصر لمحاربة الحركة الوهابية بقيادة ( إبراهيم باشا ) نظراً لخطورتها على الإسلام  ولكن كانت الوقت متأخرا بعد أن أصاب الضعف الخلافة العثمانية .
وبدأت حركة أخرى هي حركة الأخوان المسلمين بالظهور في اليمن بصورة خفية  على الرغم أنها ظهرت في مصر لمواجهة المد الغربي المتمثل بالاستعمار هناك  وليس هناك مبرر لوجودها في اليمن باعتباره بلدا إسلاميا ً متحرراً .
ومن تلك الفترة منيت اليمن بالفتن والمشاحنات والتعصب المذهبي  وبدا الفكر الوهابي بالانتشار في اليمن بدعم من الحكم في الحجاز . بل راحت تصدر الفكر الوهابي إلى جميع البلاد الإسلامية  .
وظهر رجال الفكر الوهابي على أنهم مجددون للإسلام وأن الإسلام الحقيقي هو في إتباع الفكر الوهابي  ورفض المذاهب الأخرى بل القضاء عليها بكل وسيلة ممكنة مشروعة وغير مشروعة  من خلال دس الأفكار العقائدية الباطلة التي تعود إلى زمن ابن تيمية الذي حكم عليه المسلمون في تلك الفترة بالسجن لأفكاره المخالفة للإسلام
( انظر كتاب : ابن تيمية في صورته الحقيقية )   وأفكار زعيمهم ( محمد بن عبد الوهاب النجدي )  والتشهير بالعلماء المخالفين لهم وبمؤلفاتهم .( انظر كتاب : الدرر السنية في الرد على الوهابية )
وهذه الحركات ( الوهابية ـ حركة الإخوان المسلمين ) ليس لها مرجعية  كبقية المذاهب الإسلامية المعروفة بل تعتمد على آراء أشخاص  كــ ( ابن تيمية ـ ابن عثيمين ـ ابن باز  ......... الخ ) . ونتيجة لهذا التقليد الأعمى نجدهم يكفرون ويفسقون المسلمين أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى  .
بل وصل بجهل هؤلاء إلى تكفير بعضهم بعضاً  . والفكر الوهابي مليء بالزعامات والجماعات التي تكفر بعضها بعضا في إطار الحركة   ! ! .
هذه المحنة والمصيبة التي وقع المسلمون فيها وهي ظهور حركات تدعي الإسلام وهو براء منها  بل تهدمه من الداخل وتشوه به أمام الآخرين من الشعوب الأخرى غير المسلمة .
وما ظهور حركات  وجماعات كــ ( جماعة القاعدة ـ جماعة الجهاد ـ جند الشام  ـ جند المغرب ـ وحركة السلفيين بالجزائر ..... الخ ) هذه الحركات التي هدمت الإسلام باسم الإسلام وشوهت بالدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التسامح ، وحب الآخرين  بل تجاوزت الحد في الطغيان إلى استباحة دماء المسلمين بدون ذنب . فماذا عملت القاعدة في كابول عندما انقلبت على الحكومة الشرعية ؟ نصبت المشانق في كل مكان ، وقامت بإعدام لكل مخالف لها، بل وصل بها الحد إلى قتل كل شخص ليس لديه لحية أو وجد لديه تلفاز أو سمح لابنته أو زوجته بالخروج ...... !! ؟
ماذا عمل جند الشام في المخيمات الفلسطينية ؟ ألم يستبيحوا دماء المسلمين على الرغم أن إسرائيل تبعد عنهم عدة كيلو مترات! .
 ماذا عملت الحركة السلفية في الجزائر وما زالت إلى يومنا هذا ؟ !
ماذا عملت  جماعة  الجهاد في اليمن وتنظيم القاعدة  والحركة السلفية من قتل وخطف للسياح وإرهاب المجتمع الآمن  وتشويه بصورة اليمن أمام المحافل الدولية  بأنه بلد إرهابي !!.
هذه الجماعات التي تقوم على الفكر الوهابي هؤلاء كانوا يجاهدون في أفغانستان بالدولار الأمريكي ! وهذا معروف للجميع  لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تريد إفشال المخططات السوفيتية  في أفغانستان  فقدمت الدعم المالي لحركة طالبان وللمجاهدين  . وكان جهادهم كما يقولون هو دعم لأمريكا ضد روسيا .
من دعم حركة طالبان لكي تنقض على الحكومة الأفغانية الشرعية بقيادة ( برهان الدين رباني ، والزعيم حكمتيار ) أليس الفكر الوهابي ........ ؟ !!
يستبيحون دماء المسلمين لأتفه الأسباب ! هذا الفكر المنغلق على نفسه  كل شيء لديه حرام لأن شيخه أمره بذلك بل وصلت دناءة فكرهم إلى اعتبار أن ( الموز حرام  ، والجزر حرام ، حلب البقرة حرام ، والخيار حرام) بالله عليكم هل سمعت بمثل ذلك أيها المسلمون  !
أغرقوا أنفسهم بمظاهر كاذبة  ظنوا أنها الإسلام بعينه  مثل : الثوب القصير ، والمسواك الطويل ،  واللحية الكثيفة ، والعطور ، والزواج مثنى وثلاث ورباع ،  والصلاة بالنعال ، ومحلات العسل لكي يشبعوا رغباتهم ...... الخ .
من يحفظ منهم عشرة أحاديث يدعى شيخا ً بل شيخ الإسلام وإمام المحدثين  ، تهتز لصوته المنابر  وهو لا يفهم من الدين شيئاً  .
هؤلاء هم من حطم النسيج الاجتماعي بين الشعوب والمجتمعات بأفكارهم الهدامة  الذي يمجها السمع  ، وهم من انتقص من مكانة العلماء والمذاهب الإسلامية .
أليس ( الشيخ يوسف القرضاوي الداعية المعروف لديهم  هو : ( كالكلب العاوي كما يقول : إمامهم مقبل الوادعي ) ؟                
  أليس ( السيد سابق ) في نظرهم مارق عن الدين لأنه عالم أزهري ) ؟
 أليس ( شيخ الإسلام وإمام المحدثين عند المذاهب الإسلامية ( ابن حجر ) كذاب لديهم) ؟
أليس ( الداعية سيد قطب ) ملحد وكافر ؟
أليس ( مفتي اليمن العلامة الجليل : أحمد محمد زبارة  من زعماء الماسونية العالمية كما روجت لذلك حركة الأخوان المسلمين الجناح الديني في حزب الإصلاح ) ؟
هذا غيض من فيض لأفكارهم الخبيثة التي تناولت رموز الأمة بالجرح والسب والشتم .
ولأن هؤلاء تميزوا بالدهاء والخديعة فهم يزينون لبعض حكامهم صواب رأيهم حتى تحين الفرصة فيتقلبوا عليهم  وبعض هذه الحركات تتستر باسم الأحزاب السياسية وهي في حقيقتها حركة دينيه ، وتتخذ من النظام القبلي ستاراً وجداراً تحتمي به لأنهم يعرفون أن أبناء المجتمع لا يقبلونهم أبداً فلذلك يتسترون خلف وجهاء القبائل كما يحدث لحركة الإخوان في اليمن  وهم لا يعرفون بأنهم سوف يكون حطب الفتنة حينها من يقومون بحمايتهم .
وفي آخر هذه المقالة أشعر بالمرارة مما وصلت إليه الأمة الإسلامية  من الضياع ، والانحدار ، والتناحر ، والقتل ، والاحتلال  والتكفير،  والتفسيق ، والسب ، والشتم . فما من خطبة جمعة تمر في أكثر من مسجد لدينا في اليمن إلا يرتقي إليها أناس يشبعون الآخرين بالتكفير والسب والشتم على مرأى ومسمع من الجهات المعنية .
ما عرف اليمنيون هذه الخصال السيئة إلا عندما جاءت هذه الحركات السياسية ( الإخوان المسلمون ـ والحركة السلفية ـ وتنظيم القاعدة  ) محملة بأفكار الوهابية المخالفة لجميع المذاهب الإسلامية .وكل هذه الحركات وجه لعملة واحدة لأن الفكر واحد لديهم .
ببركة هؤلاء أصحاب الفكر التكفيري الوهابي اشتعلت الحروب في كل مكان في أفغانستان ، والجزائر ، ولبنان ، والصومال ، والعراق ،  وباكستان ، وأخيراً اليمن.
أيها اليمنيون تنبهوا قبل أن يقع الفأس في الرأس  و لات حين مندم ،
تصوروا لو وصل هذا الفكر الوهابي التكفيري إلى الحكم ماذا سيعد للمخالفين له والذين لا يعتنقون فكرهم  أكيد مزيد من حبال المشانق  كما عملت حركة طالبان عندما دخلت كابول !
وهذه الأيام تستغل هذه الحركات المشبعة للفكر الوهابي الظروف التي تمر بها البلاد والفتن الموجودة التي أشعلتها لكي يتسنى لها أن تكرس نفوذها وتنشر أفكارها في كل مكان .
فحركة الإخوان المسلمين  ( الجناح الديني في حزب الإصلاح )اعتبر هذه الفترة بتصريح أحد زعمائه بأنها فترة ذهبية لهم فهم يعيدون بناء قواعدهم على مستوى الحارات والمناطق والمحافظات  بينما الدولة غافلة عنهم .
   وما حرب صعدة عنهم ببعيد  وهذا هو مخطط الفكر الوهابي السلفي المتنطع .
اللهم اجعل الدائرة تدور عليهم ورد كيدهم في نحرهم  واجعل بلدنا أمناً من شرهم ورجسهم آمين اللهم آمين .







0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار