الثلاثاء، 29 مارس 2011

أسرار الأخوان المسلمين ( الجناح الديني في حزب الإصلاح ) أرجو نشر هذا الموضوع

حيث أكثر الأمين العام للإصلاح - على سبيل المثال - وبالغ في سخريته بالعلماء وتهكمه بهم حداً يصل إلى البذاءة، فهو مرةً يقول عن عالمٍ من أكبر العلماء خارج اليمن، وهو فضيلة الشيخ الألباني تغمده الله بواسع رحمته -: (تعرفوا آخر ضرطة ضرطها الألباني) أخبرني أخي القارئ ماذا تسمي هذا الأسلوب بالمقاس الديني ثم بالمقياس السياسي الذ ي يفتخر من يُعَظِّم هذا الرجل بتفوقه فيه. ومرةً يقول عن أحد أكبر علماء اليمن المجاهدين بالعلم والمال والنفس داخل اليمن وخارجها - وهذا العالم ليس من الإخوان – " زوجناه وطلق وزوجناه وطلق قد زيدت بها يا شيخ " وذكر اسمه!!
ومرةً قال هذا الرجل: " ليس عندنا كنيسة ولا رجال دين من أراد الحلال والحرام - أو قال الفتاوى - فليذهب إلى [7] " وذكر اسم شيخٍ من أشهر مشايخ السلفيين فإذا كانت قيادة الإخوان ليس عندها حلال ولا حرام ولا فتاوى فما هو دينها؟؟! [8] وإلى أين تجر هذه القواعد المسكينة التي تظن أنه ما نزل أمرٌ من القيادة إلا بعد عرضه على العلماء؟ أرجو أن يُنظر إلى كلامه المنقول حتى لا يقال: إن كاتب المقال متحامل.

رابعا: تسلط تنظيم الإخوان اليمنيين على أفراده:

وبعبارة أصرح (بوليسية) على أعضائه، وعفواً على استعمال هذه الكلمة الأجنبية ولكنها الرائجة عند قيادة الإخوان في الكلام على الدولة عندما تحاول بيان عذرها للقواعد في السكوت عن المنكرات، وفي عدم تنمية المعروفات..

فالتنظيم في الإخوان يقوم على البناء الهرمي في اتجاه واحد مع ا لثقة المطلقة من القاعدة للقيادة في اتجاه واحد فقط (لاحظ أن هذه الثقة أصبحت قداسة وعصمة من خلال ما سبق) حيث يقف الرأس وهو الآن ياسين عبد العزيز وتليه بطانة تمجده، وتتصرف من تحته، وتجعله يُنَظِّرُ لها سيئ العمل من محمد اليدومي وعبد الوهاب الآنسي، وأحمد القميري وغيرهم، وقد مر ذكرٌ لبعضهم فلا يمكن للقاعدة أن تصل إلى موقع القرار لتعرف ما يدور، وكيف يتم اتخاذ القرارات، خاصة أن هؤلاء يشكلون تنظيماً داخل التنظيم ولكن القيادة تطلع على كل ما يحدث عند القاعدة وسيقال لا بد من ذلك لأنه لا بد من الاحتفاظ بأسرار للتنظيم عند القيادة، وهذا صحيح لكن كلامنا ليس عن هذا البعد - مع الاعتراف بأنه حق - بل عن مسألة أخرى تدل عليها القرائن المجموعة. ومعلومٌ أن معظم التنظيمات في العالم مبنيةٌ على البناء الدائري الذي تطلع فيه القواعد على معظم ما يجري عند القيادات (انظر ما حدث لهلموت كول)، ونتيجةُ لهذا النمط التنظيمي فقد حدثت عدد من الظواهر الدالة على استخدام الأسلوب البوليسسي مع من يُظهِرُ مجرد مخالفة القيادة، ومنها:


تشويه صورة جميع من لا ترغب فيهم القيادات المتنفذة عند قواعدها، مع عدم إ تاحة الفرصة لهم ليُسْمِعوا هذه القواعد حقيقة المسألة من جهتهم، ولهذا شُوِّهَ الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - تنظيمياً، فتارة يُظْهِرُه الإخوان لقواعدهم في صورة المتواطئ مع النظام المصري ولذلك خرج من التنظيم أو أُخْرِج، وتارة يقولون غير ذلك، وهذا هو السبب الذي جعل ترابي السودان يزيح أكثر من ثلاثمائة عضو من كبار أعضاء الحركة الإسلامية هناك وعذره الذي يُسَرِّبه للقواعد في تجميد هؤلاء، أو إخراجهم من التنظيم، أو تسفيه آرائهم، فلان معجب برأيه، فلان عنده شيء من حظ النفس، فلان مغرور، فلان كان عنده مال الحركة..؟! طبعاً دون أن يكمل العبارة فالسامع سيكملها بنفسه وهذه هي ذاتها التي تقال الآن عن الشيخ الزنداني في التنظيم اليمني، وقد مر شيء من هذا، وعندما كنا نسأل عن الدكتور عبد الولي الشميري: لم خرج من الإخوان؟ ولِمَ يأمروننا بمقاطعته؟ يكون الجواب: اختلس 50 مليون ريال كان ينبغي أن يسلمها للحركة، والمسكين لا يمكن أن يُسمَح لنا ولا له أن نسمع منه شيئاً يدافع به عن نفسه ولا يعني هذا ألا يستفيد منه الإخوان فيجرون معه مقابلات في صحفهم المباشرة وغير المباشرة. وعندما نسأل: لماذا ترك الشيخ حسين عمر محفوظ الإخوان؟؟ فالجواب منهم قصة نتيجتها عند السامع، الغرور والإعجاب بالنفس. وقس على هذا في التشويه؟


جاسوسية التنظيم على أفراده:

صار تنظيم الإخوان جاسوسياً على أفراده بكل ما تعنيه الكلمة، وقد حدث أن اعترض بعض شباب الإخوان على هذا الأسلوب التجسسي، والغيبة والنميمة التنظيمية، فذكر رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في أمانة العاصمة " أنه قد طُرح بين الإخوان (يعني من في مستواه وأعلى) إنشاء جهازٍ تجسسي على الأفراد لحماية الحركة "، هذا كلامه بالحرف، وهو من هو إيماناً وتقوى، ولا نزكي على الله أحداً فهل هذا تأصيلٌ تام لما يفعله الحكام هذه الأيام؟ وهل يجدون أفضل من هذه الحركة التي تؤيدهم حالاً أو مقالاً في جميع سياستهم الإجمالية العامة، ولا يعزبن عنك أن المنكرات الصغيرة التي يتحدث خطباء الإخوان عنها، وبعض وسائلهم الإعلامية تؤدي إلى إيهام القواعد كالعادة أن قيادة الإخوان ما تزال دينية غيورة ! ومرة قال اليدومي: " إنكار المنكر هو عبارة عن أرقام؟؟! فالكلام على الدولة بأي صورة فيه قص رقيب - الكلام هنا بالنص وهو يتكلم بالقاف الصنعانية المتفشية في جنوب الجزير ة العربية، والمراد بالفصحى قص رقاب - قال: فهذا الرقم لا يفكر أحد بالكلام عنه " وهذا انعكس على تنظيم الإخوان، لنا فمن تكلم عن اليدومي بالذات أو عن القرارات العوجاء لهذا القيادة، أو نصح للقيادة فلا بد أن يُرفع عنه تقرير ممن سمعه من مخابرات الإخوان (لكنها مخابرات باسم الدين). سئل أحد طلبة العلم من الإخوان مرة عن مشاركة اليدومي في جنازة فرنسوا ميتران؟ وهل يجوز ذلك؟ فتكلم كلاماً تفصيلياً عن ذلك بأدبٍ بالغ، فرفع تلميذ من تلاميذه في القاعة تقريراً عنه على الفور وقس على ذلك، تكلم فلان من الإخوان عن كذا فوقعت كلمته أمام حاسدٍ له، أو شخص غير مُدْرِكٍ مُراده فالتقرير محفوظٌ عنه في السجل الأسود عند قيادة الإخوان والمثير للأسى أن كثيراً من التقارير يرفعها أناسٌ يعتقدون التجسس عبادة.
وقد يتعدى الأمر هذا الطور، فقد سئل اليدومي مرةً في دورة تنشيطية للإخوان عن مسألة وجود تيارين في الإخوان فاستهزأ بالسائل وسخر منه وأهانه - تشيع قيادات الإخوان هذا على أنه من عوامل الإعجاب الشديدة بشخصية هذا الرجل - ثم - صدق أو لا تصدق - حالته قيادة الدورة إلى التحقيق الصارم الذي يكتب هو فيه بقل مه الإجابات عن أسئلة المحقق، ثم يكتب أي أقوالٍ أخرى ثم ترفع نتيجة التحقيق بقلم المحقق إلى من فوقه وهكذا دواليك ثم استدعى هذا ومعه المتورطون في كلامه ممن أخبر عنهم واعترف بجريمتهم مع سبق الإصرار والترصد إلى رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في أمانة العاصمة لإزالة الشبه والردع الهادئ القوي معاً طبعاً مثل معظم أنظمة المخابرات العربية وصل محضر التحقيق إلى هذا الرجل الأخير وقد استحال كلام المتكلم رأساً على عقب، ولم يعد فيه من أثار قوله شيء واحد (لا أدري كيف أقسم لك لتصدق هذا الكلام، وأنه يمكن أن يحدث في تنظيم إسلامي وليس في أجهزة أمن الدولة، ولم يبق إلا التعذيب الجسدي الذي يحل محله أن يُتَكَلم عن عرض الرجل الذي لا يستحق أن يوضع في مرتبةٍ تنظيمية قد يوضع فيها من هم أقل منه علماً وفهماً ونشاطاً لأنهم أدوا واجبهم في حماية القيادة الفعلية عفواً حماية الحركة كما يقولون.
القمع الشديد لأفراد الإخوان:
قد كرر اليدومي العبارة المتداولة بين الإخوان (نحن دعاة لا قضاة) في مسألة التعامل مع الأنظمة العلمانية بل مع الأحزاب العلمانية اللادينية غير الحاكمة (مع أن صاحبها أراد بها غير الذي يُستدل به الآن)، وكرر محمد قحطان أنه لا يوجد في التنظيم سجونٌ ولا وسائل تجبر به الفرد أوتهدده فهل هذا صحيح؟ فلننظر

يهدد اليدومي بأن كل من خرج عن التنظيم " فالتنظيم يسحقه، فالتنظيم يسحقه فالتنظيم يسحقه " هكذا يكررها ثلاثاً للتأكيد، حاول أن تبحث عن حكم هذا الكلام في ميزان الشرع والأخوة، ثم استرسل مع الديمقراطيين عن حكم هذا الكلام في عرف الإنسانية، والمواثيق الدولية، والديمقراطية. وهذا الكلام من أمين عام الإصلاح صحيح من حيث الواقع التطبيقي للإخوان، وهو كالقول القائل " أسد عليَّ وفي الحروب نعامة. ولهذا السحق التنظيمي مستويات، فمنه لمن هو داخل الحركة (وقد تقال لمن هو خارجها) بالترويج والإشاعة عنه بأنه غير منتظم، عنده حظ النفس، مغرور أخذ أموال الحركة. وقد سبقت الإشارة إلى ذلك، أو يقال: هذا متشدد لا يفهم الواقع - خاصة إذا كان من العلماء - ثم إن كان من المحاضرين فيمنع من المحاضرات، أو الالتقاء التنظيمي بقاعدة الإخوان، وإذا التقى بهم ففيما تريد قيادة الإخوان فقط، فإن خلاف القيادة محظورٌ قطعي انعقد عليه إجماع القيادات المتنفذة؟ هذا بخلاف مسائل الدين - حتى القطعية - فهي مسائل خلافية يجوز الخلاف فيها، وإذا قُدِّمت لهذا المحاضر المغضوب عليه أسئلة فلا بد أن تكون مكتوبة لكي يفرزها المقدم للمحاضر ويختار ما يناسب ولذا لا تجد مسألةً اشتهر فيها مخالفة كبار علماء الحركة كالتزوير، وموضوع المتاجرة بالمرأة، والانتخابات الرئاسية، والجُرع السعرية وغيرها إلا وجدت المتحدث للقاعدة جهة واحدة هي التي تعبر عن القيادة المتنفذة، وهي التي تذم مخالفيها وترميهم بعدم الانتظام، أو عدم السمع والطاعة، أو الغرور، وقد يصفونه بالدين أو العلم فيقولون مثلاً " هو عالم لكن مع احترامنا له فهو لا يفهم الواقع " أو لا يعرف كما قال اليدومي - متحدثاً عن طلب العلم على سبيل الذم " إن الأمريكان قد أطلقوا صاروخاً لمدة عشر دقائق ويمكنهم التحكم به، ولا أدري ما هذه المعلومة الفاقعة الفاقرة التي جهلها العلماء وعرفها هذا الذي لا يفتأ يسفههم، ويفتخر بجهله؟ فالنتيجة التي كانت تقع في خلدي كما تقع في خلد غيري عندما أسمع مثل ذلك، أن هذا العالم مُغَفَّلٌ فلا تسمعوا له، وبرغم الحصار لهذا الشخص أو ذلك تنظيمياً فقد يُبْعث إليه ببعض المخابرات الإخوانية التي تُعِدّ التجسس ديناً لت نقل لقيادات الإخوان تحركاته وأقواله في صورة تقريرٍ يحمل الاستنباطات الخطيرة وقد سيقت أمثلةً على هذا، ويأخذ السحق التنظيمي أبعاداً أقوى من ذلك حتى لمن لم يخرج فقد يُتَفَق مع السلطة الحاكمة على فعل شيء بهذا الذي لم يعبد القيادة الفعلية للإخوان مدحاً وتملقاً، إن كان من ذوي التأثير.. فقد اشتكى عددٌ من الإخوان بواحد منهم لدرى وزارة من الوزارات لقوة تأثيره على الأمة في نوعيات الإنتاج والتوزيع التي يمارسها في عمله التجاري حتى يحطموا عمله، ومثل هذا كثير ولولا الحرج لذُكَرت الأسماء، وقد يمنعون المغضوب عليه من ممارسة العمل في المؤسسات التي تحت أيديهم، أو لهم فيها - ولو نوع تأثير -، وهذا يحدث كثيراً حتى في أمور الزواج، وقد خطب - على سبيل المثال - أحد الشباب فتاة، وكان الوسيط من الإخوان فأراد الوسيط أن يسأل عن أهم شيء في الموضوع فما هو؟ ليس الدين فقد أثنى عليه المُعرِّف بكل خصلةٍ حسنة في الدين والخلق والنبوغ العلمي لكن ذاك الوسيط أصر على معرفة هل قد انتمى إلى الإخوان أم لا.

وربما يتعدى الأمر ذلك كله فتشوه سمعة هذا المغضوب عليه من القيادة الفعلية للإخوان في داخل الإخوان، ويُمنع حتى من المحاضرات العامة، إذ أنه مشهورٌ في أوساط القيادات الميدانية المباشرة (ما تحت الفروع) منع إلقاء أي كلمة فيها نصحٌ للإخوان أو تسديدٌ لهم، ولو كانت من واحدٍ منهم فلا يجد هذا الناصح أحداً يدعوه للالتقاء بالجماهير، بل يجد من يمنعه من إلقاء أي كلمة في المسجد حتى يُفصح عن ماهيتها (لم يصل النظام الحاكم إلى هذا الحد كظاهرة) فإذا شمَّر يريد الخروج إلى بلاد الله الواسعة خارج اليمن، فلا يقف الأمر عند عدم تزكيته لدى الجهات ذات الصلة بالإخوان خارج البلد، بل يُلاحق بتوصيةٍ عن أفعاله المشبوهة، وعن تحركاته المغضوب عليها ليُمْنَعَ قدر الإمكان من كل خيرٍ في داخل اليمن أو خارجها. وهذا الحصار الهائل يجعل عضو الإخوان يفكر ألف مرة عندما يرى أنه لا بد من نصح قيادة الإخوان لأن مجرد النصح عندهم يدل على أن هذا الرجل ما زالت في ذهنه (شبه حول الجماعة).. هكذا يروجون والحقيقة أن هناك حذفاً،ً وتقدير العبارة (شبهٌ حول عصمة قيادة الجماعة الفعلية) كما أن هذه الطريقة لها آثارها الرديئة:

آثار السحق التنظيمي:


لهذه الطريقة كما للبناء التنظيمي الهرمي غالباً آثارها الرد يئة:


إذ تجعل العلاقة في أوساط القيادات الوسطى ومن فوقهم - في الغالب - نفعية مصلحية، وباصطلاح المفتخرين بالكلام في السياسة (براجماتية)، ليس دينية على حد قوله صلى الله عليه وسلم: " من فرج عن مسلم كربة " بل على المبدأ الوصولي المشهور: احملني واحملك والخطورة أن المصالح يستر فيها كل صاحبه في مقابل التنازل عن أمور متعلقة بالدين، والتضليل عند قيادة طائفة عظيمة من طوائف المسلمين، وهذا من الأسباب التي تُفَسِّر استجابة قيادات الفروع للقيادة الفعلية للإخوان، وتلبية رغباتهم حتى فيما وضحت مخالفته الدينية، بل واحتواءهم لأي نصحٍ يعتقدونه يُخالف توجهات القيادة وهناك ما هو أكثر، إذ أن مسئولي الفروع فمن فوقهم - في الغالب - يَنْعمون بما يُسمى (احتياجات الدعوة) من سيارة، صالون، وبدل بترول، وبيجر، وهاتف سيار وكلها على حساب الإخوان، وهذا في الغالب وهذه - ذاتها - هي طريقة النظام الحاكم في إفساد الآخرين، وشراء ذممهم.


ويترتب على هذا شيءٌ أخطر - كنتيجةٍ حتميةٍ لهذه السياسة - هو أن الارتقاء التنظيمي يخضع لهذه الضوابط التي في (دماغ اليدومي) كما سبق، ولا بأس من تزيين الوجه بعددٍ ممن لا يُشتبه فيهم عند القاعدة.


كما أن هذه الطريقة البوليسية تجعل عضو الإخوان مهما كانت مبادؤه وقناعاته خاضعاً لتوجه القيادة المتنفذة أو هو مُعَرَّضٌ لغضبها، ومن الصور البوليسية الإخوانية: ما تسميه القيادات مفتخرةٌ الاختراق للتنظيمات الإسلامية الأخرى كالتنظيمات السلفية: فيجعلون التجسس على أقرب إخوانهم رحماً من أعظم القرب، وقد أشاعت هذه القيادة ذلك، والظاهر أن أكثر ذلك جزء من سياسة الإيهام المعروفة عند قيادة الإخوان المليئة بكل زهو فارغٍ باطل، ولكن المشكلة ليست في الحجم بل في المبدأ.

ومن الأساليب البوليسية الرهيبة اللابسة للثوب الديني: تسمية من ترك حركة الإخوان (المتساقطون)، وعند الكلام عن هذا الذي ترك حركة الإخوان، أو فُصل منها في خلايا الإخوان التنظيمية يكون أحسن الموجودين من يقول: " فلان كان وكان ولكن نسأل الله الثبات، يا مقلب القلوب "، هل صارت حركة الإخوان هي الإسلام هي الدعوة وغيرها ليس كذلك؟. وهل محمد الغزالي، وسيد سابق [9]، وأمثالهما يعتبرون من المتساقطين من طريق الدعوة؟ وقد تُصنع شبكة من الأوهام الباطل ة التي ولدتها الافتراءات الظالمة حول المغضوب عليه - الذي قد يكون من خيرة الناس - فعندنا شابٌ ما زال ينتمي للحركة يقال عنه له ارتباطات شيوعية سابقة، ويدعو للتشطير وهو هو المعلوم دينه، وما زال ينتمي للحركة شابٌ آخر غضب عليه بعض مسئوليه فذهب يبحث عن بعض المواقف التي تقدح في عرضه - هكذا وبكل بساطة -، حتى عثر على قضيةٍ مُحْتفظٍ بها في ملفه الذي يُدَرّس بموجبه في مدرسةٍ خاصة تتكلم على مسألة عادية في موقفٍ تأديبي لبعض طلابه فاستطاع مسئوله التنظيمي قراءة ملفه بحكم الصلاحيات التنظيمية المطلقة ثم خرج بكلام بشعٍ حقاً بشع ؛ ذكر أن هذا الشاب واقع في فاحشة إتيان الذكران؟ ثم التقى به كالشامت وبلسعات المكر التنظيمي - بعد أن تكلم عنه عند من فوقه - قال له: الإنسان ضعيف ويقع اقرأ كتاب مدارج السالكين.
ومن أشهر ما يدل على بوليسية هذه القيادة الإخوانية للحركة: وهو مَثَلٌ يعكس ظاهرةً منتشرة، قصة الداعية الشهير عبد الله صعتر، فقد عاد هذا الداعية المهندس من مصر حيث درس الهندسة عاد وهو من أكثر الناس تديناً، وأشدهم حماساً للعمل للدين، وتأثيراً في الجماهير، وأشجعهم في قول كلمة الحق، ولك ن مسئول خليته التنظيمية في فترةٍ من الفترات كان أقل منه في كل ذلك، فقد كان رجلاً مخزناً (يمضغ القات) مدخناً فاتراً (وهكذا تريد قيادة الإخوان للوجهاء من الدعاة، مثل هذا الإذلال المتعمد) فحصل شيء بينهما - وكان متوقعاً - فرفع هذا المسئول تقريراً عن صعتر يزعم فيه أن عميل من عملاء المخابرات المصرية، فجُمّد صعتر لمدة سنة عن أي عملٍ دعوي على الفور حتى تأذى واشتكى لبعض الصادقين فتوسط له، فَفُتِحَ له التحقيق جذعة ثم فُكّ قيده، ولكن بعض قيادات الإخوان يقصون هذه القصة على غير هذه الوجه، فيحيلونها من نقطةٍ مظلمةٍ في التنظيم إلى نقطةٍ تبين قدرتهم على الإبداع والتقويم وصنع الرجال، ويبدو أن المهندس صعتر - لهذا السبب وقد يكون لغيره - قد رهب قيادة الإخوان رهبةً شديدة - مع أنه من أشجع الناس - ثم عرف ما الذي يرضيهم من الأقوال والأعمال فصار يسير سيرهم فيما يريدون.
وقد بلغ خوف هذا الرجل - صعتر - من قيادة الإخوان الفعلية، وعلمه بأنها تُمسك بمفاصل الرحلات الخارجية إلى الجاليات الإسلامية في أمريكا حيث يرحل دائماً، وبمفاصل الجمعيات الخيرية في الخليج (ممن يخضع لسيطرة الإخوان) بلغ خوفه واستعطافه لهم أن وصل في مواقفه إلى حد أن يُنكر أمام بعض القواعد القصة السالفة للضرورات التي يوجبها فقه المصالح الياسيني.
إن خطورة مثل هذه المسلكيات المتفشية عند بعض قيادة الإخوان أنه لا يمكن مع ذلك القيام بدين، أو الثقة بأحد، ومع الكذب ينهار التنظيم دون أن يحتاج لكبير جهدٍ من قبل أعدائه، والمشكلة أن فقه المصالح الياسيني قد وسع أمر المستثنيات الشرعية فجعلها القادة، فتلقف ذلك نفرُ من قيادات الفروع وغيرهم فصار الكذب لمصلحة الدعوة فيما يزعمون - أمراً سائغاً عندهم - ثم رأينا التزوير والغش والكذب في تسجيل الأسماء في الدوائر الانتخابية مضاهاةً للأحزاب التي فعلت ذلك.
وبعد..
فإلى هؤلاء الخضر اليوانع من قواعد الإخوان الذين يكاد الناظر إليهم أن يزهو فرحاً لدين الله بالتزامهم وتمسكهم وغيرتهم أُوَجِّه خطابي، ولهم أقول: لا يهُولنكم ما ترون من صراحةٍ، وربما - ما يُظن - أنه نوع قسوةٍ في النصح.

إن مشكلة هذه القواعد تكمن في أنهم ينظرون إلى قيادتهم نظراً مثالياً، ويعملون عملية إسقاط من المنهج النظري إلى واقع قيادتهم: أي يقرأون كت ب سيد قطب، وعبد الله عزام، وسعيد حوى ويسقطونها على قيادتهم فيظنون أن ما كُتب في تلك الكتب هو ذاته المُطَبَّق في سلوك القيادة بل إذا ذكروا سيرة أحمد بن حنبل وابن تيمية والعز بن عبد السلام وصلاح الدين بل الصور المشرقة لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسقطونها فوراً على أفعال قيادتهم، ويلتمسون كل العذر عندما يجدون نوع مخالفة بين سير السلف الكرام وسيرة حركتهم التي توجهها القيادة، ويبذلون كل جهد وتأويل لأفعال القيادة التي ربما تبدو لهم مخالفةً للشرع نتيجة عملية الإسقاط هذه وهنا تكمن خطورة الأمر؛ إذ إن هذا جعل قواعد الإخوان - كما يقول د. عبد الله النفيسي: " لا تتحسس حقوقها بل لا تشعر بأن لها حقوقاً إزاء قيادتها، ونظراً لهذا انفرزت أجواء ومناخات وعلاقات غير سليمة في الهيئات القيادية، ذلك أنها أدركت حصانتها من المساءلة والمراقبة، ومن جهة ثانية صارت عملية (فصل العناصر المتبرمة)، أو تجميد عضويتها، أو عزلها عزلاً تدريجياً شيءٌ عادي ويومي [10] تمليه مزاجية فلان أو عِلاّن في الهيئة القيادية، لقد تم فصل وتجميد وعزل مئات من العناصر الرشيدة الواعية والواعدة، دون وجه حق [11] وسبب ذلك هو عملية الإسقاط إذ أن قيادتهم لم تكن يوماً - ولن تكون - بأحسن حالاً من علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما - بل لن تكون بأفضل شأناً من إخوة يوسف - عليه السلام - حيث رأيت الحسد، والتآمر الجماعي الذي وصل إلى حد شروعهم في قتل أخيهم ظلماً، كما أن هذه الطبائع


البشرية لا تقدح في الصحابة ولا في غيرهم من السلف الكرام لأنها لازمٌ من لوازم بشريتهم


علاقات الرئيس ا علي عبدالله صالح بجماعات الاخوان المسلمين

وكشفت دراسه - عقيل الحـلالي في موقع مارب برس الالكتروني عن علاقات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بجماعات الاخوان المسلمين في اليمن وكشفت الدراسه عن تلك العلاقات والتحديات حيت اكدت الباحت عقيل الحلالي في الدراسه الي ان الانتخابات وخلال الفترة ما بين انتخابات 97 البرلمانية وانتخابات 99 الرئاسية التي رشح فيها الإخوان المسلمين الرئيس علي عبدالله صالح رئيسا للبلاد , استمرت الحرب الباردة بين صالح والإخوان إلا أنها لم تتطور إلى حد الاتهامات , كون الورقة الأهم في علاقة الطرفين ما زالت قائمة وهي المعاهد العلمية التي استخدمها صالح كثيرا في إرعاب جماعة الإخو ان
الرئاسية الاخيرة التي شهدتها اليمن في سبتمبر الماضي اتبتت سقوط الاستراتيجية التي كان يتباهى بها رموز جماعة الإخوان المسلمين في اليمن والتي مفادها أن علاقتهم بالرئيس صالح " خط أحمر " لا يمكن للطرفين تجاوزه, وخصوصا بعد أن أعلن الرئيس صالح في حوار مثير مع قناة الجزيرة قبيل إجراء الانتخابات بأيام بأنهم مجرد " كرت " استخدمه في فترة سابقة من الز من
تعتبر الانتخابات الرئاسية والمحلية الماضية هي "الأسخن" في تاريخ الانتخابات اليمنية وذلك بعد أن غيًرت أحزاب المعارضة خياراتها بالكامل, فحزب المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" لم يعد مرغوبا في نظر جزء غير قليل من الشارع اليمني والرئيس علي عبدالله صالح لم يعد مرشح الجميع .
ولعًل حزب التجمع اليمني للإصلاح, الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وأكبر أحزاب المعارضة , هو الذي ساهم بشكل كبير في رسم هذه الصورة "الساخنة" للمشهد السياسي المحلي بعد أن أعلن غير مرة عن طريق قياداته البارزة بأنه لن يتخذ بشكل مطلق أي قرارات منفردة وأنه جزء لن يتجزأ من أحزاب اللقاء المشترك المعارض التي تضم كل من الإصلاح , الحزب الاشتراكي اليمني , التنظيم الوحدوي الناصري , اتحاد القوى الشعبية وحزب البعث الاشتراكي العربي .
يعد موقف جماعة الإخوان من الانتخابات الرئاسية الماضية وبالأخص ترشيح الرئيس صالح مخالفا تماما لموقفها السابق في انتخابات صيف 1999م , حيث لا يمكن أن ننسى المقولة الشهيرة لأمين عام الإصلاح محمد عبدالله اليدومي لإحدى الصحف الخليجية عام 1998م ردا على سؤال حول هوية مرشح الإصلاح الرئاسي " مرشحنا في الانتخابات الرئاسية علي عبدالله صالح ولا ندري من هو مرشح المؤتمر ".
الأمين العام المساعد للإصلاح عبدالوهاب الآنسي أكد في مقابلة مع مجلة الشروق الإماراتية في أغسطس 2006م , أي قبيل الانتخابات الرئاسية بأقل من شهر , بأن حزبه لن يرشح الرئيس صالح في الانتخابات المقبلة .
وقال الآنسي إن هناك إرادة شعبية متنامية للتغيير المعادلة السياسية في اليمن , مؤكدا أن هدف حزبه من خوض الانتخابات هو الفوز ولا شي غيره.

الآنسي أكد في كلماته القليلة تغير واختلاف استراتيجية الإخوان المسلمين تجاه الرئيس علي عبدالله صالح والتي كان قيادات الإ خوان يعتبرونها "متميزة" و "خط أحمر لا يمكن تجاوزه" وحتى لو ساءت العلاقة مع حزب الرئيس "المؤتمر" وارتفعت الأصوات وبلغت القلوب الحناجر فإن التعامل مع صالح سيظل كما قال رئيس الدائرة السياسية للإصلاح محمد قحطان في حوار مع مجلة (نوافذ) اليمنية نشرته في سبتمبر 2000م " تعامل وطني ومميز وهو شئ نفخر به ". وقال قحطان " لاشك أن موقع الرئاسة عمليا ودستوريا يختلف عن موقع الحزب "ال مؤتمر" ونحن في بلاد كاليمن ومن خلال الأوضاع التي نعرفها جميعا والتي يمكن القول عنها أن الدول اليمنية الحديثة مازالت في طور التخلق , وفي ظل هذا الوضع نعتقد أن تتعامل الأطراف السياسية مع مؤسسة الرئاسة بشكل مختلف أعني بشكل إيجابي , مؤسسة الرئاسة ينبغي أن تتعامل مع مختلف الأطراف السياسية بشكل إيجابي باعتبار أن هذا الأمر مصلحة وطنية وتتجاوز الاعتبارات الحزبية ".


فماذا حصل في دهاليز دار الرئاسة وغرف الإخوان المغلقة ؟!! وهل أصبحت الدولة اليمنية "مولودا " بعد أن كانت في نظر قحطان جنينا "في طور التخلق" , وهل عدم ترشيح الإخوان لصالح يعتبر مصلحة وطنية ولابد من الأخذ بالاعتبارات الحزبية ؟!


أم أن أبجديات العمل السياسي "صديق الأمس عدو اليوم , وصديق اليوم عدو الغد" تقضي بذلك , فبعد أن كان المؤتمر والإصلاح وجهان لعملة واحدة في نظر الكثير من اليمنيين , وكانت علاقة الإخوان مع صالح "استراتيجية ومتميزة" في نظر الكثير من المراقبين , يقف الإصلاح ضد الرئيس صالح في خندق واحد مع الحزب الاشتراكي الذي كان "ملحدا" في نظر الكثير من الإصلاحيين !! .


في السطو ر القادمة نستذكر العلاقة التاريخية بين الإخوان وصالح ونحاول الوقوف على المتغيرات التي جعلت من الإخوان الحليف الاستراتيجي لصالح مجرد "كرت" انتهت فترة صلاحيته كمال قال الرئيس صالح في مقابلة مع قناة الجزيرة قبيل انتخابات صيف 2006م .


الإخوان المسلمين .. من الثورة إلى صالح :


بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م عاد الشباب اليمني الذي كان يدرس في مصر بمختلف مشاربه الفكرية للمشاركة في بناء الجمهورية الوليدة , إلا أن الاختلافات الفكرية والسياسية السائدة آنذاك بين الضباط الأحرار والقيادة السياسية الجديدة للدولة والشخصيات الاجتماعية والطلاب بالإضافة إلى الحرب المسلحة بين الجمهو ريين والملكيين , ساهمت في تأجيج الصراعات الداخلية وظهور التيارات الفكرية التي كان كل تيار منها يحاول السيطرة على دفة القيادة وإضفاء نكهته على المعطيات الجديدة للثورة اليمنية مما أسفر عن أجواء مرتبكة سادها التوتر والحذر وسوء الظن , الأمر الذي استلزم عقد مؤتمر الجند عام 1966م لتنقية هذه الأجواء بين الصف الجمهوري الواحد , وقد حضر هذا المؤتمر المشائخ والأعيان والمسؤولون وفي مقدمتهم رئيس الجم هورية المشير عبدالله السلال .


وقد شارك الإخوان المسلمين في هذا المؤتمر " وكانوا قلة قليلة " من خلال عبده محمد المخلافي المرشد الأول لجماعة الإخوان التي كانت قد بدأت في العام 1965م في مشروعين اثنين , أولهما نشر فكرة الجماعة في أوساط المجتمع وتوسيع القاعدة التنظيمية لهم حيث كان عدد أعضاء الجماعة في ذلك الوقت لا يتجاوز عدد أصابع اليدين , أما المشروع الثاني فكان "أسلمة الثورة" من خلال محاربة التيارات التي وصفها عبدالملك الشيباني في كتابه (عبده محمد المخلافي شهيد القرآن ) بالتيارات الإلحادية التي كانت تستهدف إنكار وجود الله تعالى وسب الدعاة إلى الله وتشويهم صورتهم وسمعتهم .


واصلت جماعة الإخوان أنشطتها الدعوية والاجتماعية خلال الجمهوريتين الأولى والثانية , إلا أن وصول العقيد إبراهيم الحمدي إلى سدة الحكم في يونيو 1974م مع مشروعه التصحيحي كان فرصة ذهبية للإخوان , خاصة أن الحمدي اختارهم في البداية لينشر من خلالهم صيته للجماهير اليمنية وليثًبت دعائم دولته التي لم يجد المشائخ والقبائل مكانا لهم فيها.

ويشير د . عبدالولي الشميري في كتابه (أ لف ساعة حرب) إلى أن الرئيس الحمدي وطَد علاقته بالعلماء وأصحاب المنابر والأقلام ورفع شعار الحفاظ على الدين , فأنشأ مكتبا للتوجيه والإرشاد الإسلامي وجعل على رأسه الشيخ عبدالمجيد الزنداني كما أسس الهيئة العلمية اليمنية التي كان هيكلها الإداري من تنظيم جماعة الإخوان بنسبة 100% .
ويضيف الشميري بأن الإخوان خيبوا آمال الحمدي في القيام بالدور الإعلامي اللازم من خلال الإشادة بشخصه وبسياسته التي أغضبت مراكز النفوذ الاجتماعي والقبلي والمتمثلة في إلغاء مجلس الشورى وتعليق الدستور الدائم للبلاد وعزل الشخصيات الاجتماعية الكبيرة ذات النفوذ القبلي والعسكري .
عجز الرئيس إبراهيم الحمدي في احتواء جماعة الإخوان المسلمين كما عجزت الجماعة في احتوائه , لهذا بحث عن تيار آخر فلم يجد غير الناصريين الذين وجدوا أنفسهم بين عيشة وضحاها على بوابة القصر الجمهوري .

في أكتوبر 1977م لقي الرئيس الحمدي مع أخيه عبدالله مصرعهما في ظروف غامضة وقبل يوم واحد من السفر إلى عدن لترتيب أوضاع الوحدة بين شطري اليمن , وأُعلن في صنعاء عن اختيار المقدم أحمد حسين الغشمي رئيسا للب لاد لفترة لم تتجاوز التسعة الأشهر إذ لقي مصرعه في تفجير انتحاري بمكتبه في 24 يونيو 1978م .


صالح والإخوان في خندق واحد ضد الماركسية :


تسلم الرائد علي عبدالله صالح قائد لواء تعز مقاليد الحكم في البلاد في 17 يوليو 1978م , وكان صالح أحد الشخصيات العسكرية البارزة في محاربة المد الماركسي القادم من جنوب البلاد , لهذا فقد أنشأ الرئيس الجديد تحالفا مع حركة الإخوان المسلمين التي كانت تسعى بدورها للتصدي للأيدلوجية الماركسية التي كانت السبب الرئيسي لإنشاء تحالف استراتيجي بين علي عبدالله صالح وجماعة الإخوان المسلمين استمر لما يقرب من ربع قرن ولم يسقط إل ا بسقوط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في سبتمبر 2001م .


في مطلع الثمانينيات خاض الرئيس علي عبدالله صالح بالتحالف مع الإخوان المسلمين مواجهات عسكرية ضارية ضد المعارضة الماركسية المسلحة، وحقق نجاحًا ملموسًا أسهم في إنقاذ النظام الحاكم، الذي كان يعاني حالة ضعف شديدة آنذاك.


وقد سعى الرئيس صالح إلى توحيد الساحة السياسية في الشمال والتي كانت تعاني من تعدد الجماعات السياسية وا لفكرية والتي كانت تعمل " تحت الطاولة " , فأصدر في عام 1981 قرارا بتشكيل لجنة الحوار الوطني برئاسة المناضل حسين المقدمي, وقد شكل الإخوان المسلمين 25 % من أعضاء الجنة .


قامت اللجنة بصياغة الميثاق الوطني الذي خرج بصيغة وافق عليها الإخوان خاصة وأن القيادي البارز والسابق عبدالملك منصور كان له بصمات واضحة في الصياغة .


وفيما كان الرئيس علي عبدالله صالح مشغول بتثبيت حكمه وترتيب البيت اليمني الداخلي وإطلاق عجلة التنمية من خلال المجالس المحلية التي شكلت ظاهرة فريدة من نوعها , حق ق الإخوان توسعا كبير في مناطق عموم الجمهورية من خلال نشر المعاهد العلمية التي تزايد عدد المنتسبين إلى صفوفها، وترافق مع انتشارها توسع في عدد مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وإنشاء معاهد خاصة بالفتيات.

وبحلول عام 1985 أصبحت المعاهد العلمية مؤسسة تعليمية موجودة في عموم محافظات شمال اليمن , لكن حجم الضغوط تزايد على الرئيس من القوى الماركسية واليسارية والقومية العلمانية، لتحجيم قوة المعاهد وتقليص عملية انتشارها، بعد أن أحست تلك القوى أن المعاهد تشكل مخزونًا تربويًّا يمكّن من مواجهة تيارات التغريب في البلاد.
ويشير الكاتب الصحفي سعيد ثابت سعيد إلى أن الرغبة في إلغاء المعاهد العلمية ظهرت " لا سيما بعد أن نجحت الحكومة في استئصال قوات المعارضة اليسارية المسلحة ودحرها، بالتحالف مع أبناء الحركة الإسلامية، من المناطق التي كانت تسيطر عليها، وذلك مع تنامي شعور الحكومة باستغنائها عن الحركة الإسلامية، فشكلت المجلس الأعلى للمناهج، برئاسة الدكتور حسين عبد الله العمري وزير التربية والتعليم السابق ".

إلا أن أحداث يناير الدموية عام 1986م في جنوب اليمن , دفعت الرئيس صالح إلى التأكيد على أهمية المعاهد العلمية , وقال في خطاب له في معهد معاذ بن جبل العلمي بمدينة تعز في 17 يناير 1986، " أن المعاهد العلمية جزء لا يتجزأ من حقول التربية والتعليم "، منوها إلى أن جيل التربية والتعليم هو جيل واحد، سواء كان في المعاهد العلمية، أو في معاهد المعلمين، أو في الجامعة، أو في أي حقل من حقول التعليم.

الوحدة اليمنية تفرق بين صالح والإخوان

فرقت الوحدة اليمنية التي أعلنت في 22 مايو 1990م بين الإخوان المسلمين وحليفهم الاستراتيجي الرئيس علي عبدالله صالح , حيث أصر قادة الحركة الإسلامية الأولى في اليمن على الخروج من المؤتمر الشعبي العام وإعلان حزب التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر 1990م ليحضى الشريك الأساسي في الدولة الجديدة الحزب الاشتراكي اليمني بكل اهتمام ورعاية الرئيس صالح .

وخاص الإسلاميون صراعا مريرا مع حزبي المؤتمر والاشتراكي من أجل تعديل الدستور الجديد الذي وصفه الإخوان بأنه علماني , و قد مارس الاشتراكي ضغوطه على الرئيس صالح من أجل عدم تعديل الدستور , مشترطين استمرار الوحدة اليمنية بعدم المساس بالدستور , ما جعل الرئيس صالح يخوض حملة مضادة لحملة الإخوان المسلمين التي وصلت إلى أرياف ومدن اليمن بأكمله لإقناع الشعب بمعارضة الدستور .

وقد انتهت معركة الدستور بين الطرفين باستفتاء شعبي أصاب الحركة الإسلامية في اليمن بخيبة أملة كبيرة خاصة أن نسبة الموافقين على الدستور بلغت أكثر من 98% من إجمالي الذين شاركوا في الاستفتاء .

كما شدد الحزب الاشتراكي من ضغوطه من أجل إلغاء المعاهد العلمية , وهو مطلبه القديم ، باعتبارها إحدى المؤسسات، التي ساهمت في إج هاض مشروعه اليساري في شمال اليمن. وبالفعل تحالف أعضاء الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي في مجلس النواب إبان الفترة الانتقالية، التي أدارها الحزبان، لإصدار قانون التعليم، الذي ينص على دمج ميزانية المعاهد العلمية في ميزانية التربية والتعليم، وذلك عام 1992.
ومع إجراء أول انتخابات نيابية في 27 أبريل 1993م تشكل واقعا سياسيا جديدا ف ي اليمن تمثل في دخول الحليف الإسلامي للرئيس علي عبدالله صالح معترك العمل السياسي , وبالرغم من حصول الإخوان المسلمين على النصيب الثاني في عدد مقاعد البرلمان بـ 63 بعد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي حصل على 120 مقعد وقبل الحزب الاشتراكي الذي حصل على 56 مقعدا , إلا أن الواقع السياسي المتأزم في البلاد بسبب التقاسم الفعلى بين المؤتمر والاشتراكي لكل مؤسسات الدولة إضافة إلى التوازن العسكري بينهما فرض على الإسلاميين التنازل عن المركز الثاني لصالح الاشتراكيين , وبالفعل كان نصيب الإصلاح عضوية مجلس الرئاسة ورئاسة مجلس النواب ونيابة مجلس الوزراء

صيف 94 يجمع صالح والإخوان :

شكلت حرب الانفصال التي انعدلت في صيف 1994م فرص ة ذهبية للإخوان المسلمين ففي تقوية علاقتهم بالرئيس صالح والتي تأثرت خلال أربع سنوات ماضية بسبب الحزب الاشتراكي , فشاركوا بفاعلية في الحرب التي انتهت بانتصار دولة الوحدة ليشكل الإصلاح بعد ذلك مع حزب المؤتمر في حكومة ائتلافية استمرت حتى عام 1997م .

وقد كان للإصلاح بصماته ا لواضحة في تلك الفترة , كما كان له دور واضح في استعادة جزيرة حنيش وتسوية الحدود السعودية اليمنية عبر مسئول العلاقات السياسية الدولية بجماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا كما جاء في شهادته بقناة الجزيرة .

أسفرت الانتخابات النيابية التي جرت في أبريل 1997م على اكتساح حزب الرئيس صالح البرلمان بـ 223 عضوا وحصول الإخوان المسلمين على 64 مقعدا فقط ليتراجع الإصلاح إلى صفوف المعارضة مرة أخرى ولتبدأ مرحلة جديدة في العلاقة بين الرئيس والإخوان لم يشهدها الطرفان من قبل , حيث عمد الرئيس صالح بعد انتخابات 97م إلى تحجيم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن عن طريق تجفيف منابع هذه الجماعة سواء في المساجد أو المعاهد العلمية التي كان لا بد للرئيس صالح من إلغائها حتى يضمن عدم انتشارها بصورة أكبر ..

إلغاء العاهد العلمية .. القشة التي قصمت ظهر البعير :

في مايو 2002 أعلنت الحكومة وضع المعاهد العلمية ماليا وإداريا تحت إشرافها، وإدماج ميزانياتها في ميزانية وزارة التعليم اعتبارا من يونيو 2002.

وبحسب مراق بين دوليين ومحليين , فإن هذا القرار يأتي نتيجة لاعتقاد الرئيس صالح تحرره من الحاجة إلى حلفائه التاريخيين الممثلين في جماعة الإخوان المسلمين ، وبعد أن طرأت متغيرات جديدة مرتبط باليمن سواء على الصعيد الداخلي والخارجي , مما دعاه إلى إعادة النظر في خريطة التحالفات وترتيب الأوراق لتستقيم مع متطلبات قيادة الدولة في المرحلة القادمة .

ويعد قرار إلغاء المعاهد العلمية الذي أثار كثيرا من الجدل داخليا وخارجيا , رصاصة الرحمة بين جماعة الإخوان والرئيس صالح , خاصة أنه جاء بعد العديد من الإجراءات التي انتهجتها الحكومة من أجل وقف الزحف الإسلامي ..

مدير مكتب رئاسة الجمهورية على محمد الانسي أكد في ديسمبر الماضي أمام مؤتمر (حوار المنامة) أن اليمن "اتخذ العديد من الإجراءات «الحازمة» التي تمت لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومنها إلغاء المعاهد الدينية ودمجها في إطار نظام ومناهج وزارة التربية والتعليم وتنظيم حملات التوعية والتنبيه لمخاطر التطرف في دور وأماكن العبادة، ومنع المدارس الدينية غير الحكومية وإغلاقها ".

وقد أغلقت الحكومة بعد هجمات 11 سبتمبر2001 جامعة "الإيمان" مؤقتا، وطلبت من مؤسسها ورئيسها الشيخ عبد المجيد الزنداني ترحيل 500 طالب من الأجانب الذين يدرسون فيها؛ تجنبا لأي شبهة تلحق بها في إطار مكافحة الإرهاب.
وجاءت هذه الإجراءات من الجانب الحكومي بعد أن وقع الرئيس علي عبد الله صالح أثناء زيارة له لواشنطن في نوفمبر2001 اتفاقًا للتعاون الأمني مع الولايات المتحدة، وبموجبه قامت صنعاء بتعقب عناصر يمنية إسلامية.

يمكن القول ان حركه الاخوان المسلمين في اليمن او بشكل عام شهدت متغيرات كثيرة ادت في العديد من النواحي الي التراجع في السياسيات الاسترائتجيه لها و الحطابات الاعلاميه وفرضت هدة المتغييرات عليها واقع جلعت تعائيش مع القوي السياسيه العربيه ومع الانطمه الحاكمه حتي ان هناك علاقات نشات بين قيادات الحركات الاسلاميه وقيادات السلطه ادت في بعض الاحيان الي تقاطع المصالح بينهم ال ان في الاخيرة ممكن ان نقول بانها مازالت تلعب دورهام ومتاترا في تحرك وجدان الجماهير الواسعه من الشعب وتحرك الشارع العام و مازالت هدة الحركات تح طي باهتمامات العديد من الدراسين والباحتين في مراكز الابحات والدراسات والجامعات مراكز صنع القرار



0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار