مساؤكم مقتولٌ كالثورة، لا شيء يثير حُزني عدا الشهداء الذين سقطوا وكان جُــــل ما يحلمون به أَن تنتصر، كل شيء لم يعد ذا جدوى أَوْ مثار اهتمام. أُعلن عن المجلس الوطني بـ142 شهادة وفاة، بعد أَن اجتمعوا وناقشوا وحللوا وتمخض اجتماع الثورة فولد فأر القائمة اللعينة، لكنهم مع ذلك يتفاخرون بإنجاز عظيم قتل أبسط أحلام الثورة، أوقع بها من حيث لم يستطع النظام فعل ذلك، ورغم ذلك هناك مدعاة للتفاخر ومبعث للتباهي والعناوين المثيرة وكل ذلك باسمك أيها الوطن. لا أدري ما الذي يمكنني قوله، فالصدمة مفجعة لكل الثوار، ومشروع الثورة قد وقع في شِراك مؤامرة دُبرت بليل طالما تخوفنا منها وتبعاتها القاتلة، فإجتماع الجمعية الوطنية لقوى الثورة تحول اليوم إلى الضد وبدون أي إشعار مسبق، لم نعرف بأن مفاجأة اليوم ستكون بمثل هذا الإستفزاز والإقصاء والتجيير لصالح "الإصلاح" وجلساء المليونير الثائر. سقطت اليومَ كــُــلّ الأقنعة المزيفة وظهر الوجه الحقيقي للثوار الذين انضموا بكل ثقلهم إلى ثورة الشباب السلمية، وأصبح لازماً علينا أَن نصفقَ لهم كما ينبغي لفعلهم الثوري الذي سرق كــُــلّ ما هو جميل ومدَني، فالوقوفُ في صف المتفرجين لم يعد مفيداً، فأشهرُ الثورة الستة التي اصطفينا فيها وراءهم اخرجتنا بخفي حُنين ووطن على حافة الحرب الأهلية، وانتصار عظيم بارك تضحية مشايخ الثورة وعساكرها. فحميد الأحمر الثائر والسياسي والمثقف والبرجوازي الذي ظللنا ندافع عنه لمرات ومرات كان يقود والحزب الذي ينتمي إليه ثورة لا تتوافق بتاتاُ مع التي نسعى من أجلها، ثورة حزبية خالصة دغدغت أحلامنا بتصريحات براقة وقتلتنا بصدور عارية فيما وفرت لثوار العائلة خط عودة إلى خندق القبيلة الذي يحتمون به كلما أسرفوا في التوغل داخل المجتمع المدني. قبلَ الثورة كانت الناشطة توكل كرمان تقود يوميات "الياسمين" أمام بوابة جامعة صنعاء بعد انتصار الثورة التونسية، وكان ذلك قبل اندلاع ثورة الـ25 من يناير المصرية، فيما كان المشترك يلاحق البركاني والإرياني من أَجل إقناعهم بالتوقيع على اتفاق فبراير والقائمة النسبية، كانت تلك الأيام أقوى أَيام الثورة ومعها التحقنا بتوكل كرمان، لم نعر بالاً لكونها تنتمي إلى الإصلاح؛ لأننا نثق بأن توكل على درجة عالية من المدنية وحتماً ستنصدم مع المشروع الإصلاحي، إذا قدر له المنافسة بإعتباره يمثل جُزءً في الثورة وليس الكل، إلا أَن الشيخَ حميد الأحمر بارك الخروجَ لتغيير نظام الحكم وفرك كلتا يديه من مشاريع القبيلة والإصلاح، تقبلنا تأييدَه بجب ما قبله، وتخطت الثورة اليمنية أسبوعها الثالث بكثير من العزيمة والأمل في القادم، انتصرت الثورة المصرية وخرجنا إلى ميدان التحرير ابتهاجاً بسقوط مبارك وتيمناً بقرينه المصري الذي أسقط حاكمه في غضون ثلاثة أَسابيع، إلا أَن "بلاطجة "المؤتمر حضروا مستلين سيوفهم لاحتلاله، فانتقلنا إلى تنظيم يوميات ثورية قادتنا إلى ساحة التغيير بجامعة صنعاء. وعقب ذلك توالت الانضمامات فشيخ حاشد انضم للثورة وتعهد بحمايتها، وتكتل اللقاء المشترك التحق بما سماه الفعل الثوري في ساحات الجمهورية، وصارت الساحات تعج بكل من "هب ودب" من المنضمين والمستقيلين وتباشير رحيل صالح خلال ساعات وأيام وأَسابيع صارت هي الشغل الشاغل للثوار، فتحولت الثورة إلى كابوس جَثَـــــمَ على صدورنا بمشايخه وألويته وقبيلته، وفتح على الثورة باباً من التدخلات وشرائع الغاب، ومع الوقت صرنا سُجناء الثورة التي أضحت تسبح بحمد الإصلاح وَ"آل" الأحمر بكرة وعشياً، ولجان تنظيم تعتدي وتلاحق كــُــلّ من يجرؤ على انتقادهم أَوْ مجرد الحديث عنهم. هكذا ذبحت ثورتنا من الوريد إلى الوريد بخناجرالاصلاح الذين أعلنوا انضمامهم إلينا، وراحوا يلعنون كــُــلّ ما يشير إلى نظام صالح وعائلته وأفراد حكمه رغم كونهم المستفيد الوحيد من سنوات حكمه، وأنا أجزمُ بأن التحاقهم بالثورة كان أَكبر سبباً لإطالة أمدها والوقود الذي اعتمد عليه صالح في إدارة اللعبة السياسية. ولعلنا الآن ندرك بأن انكشاف مخطط حزب الإصلاح ومشايخه الدينيين والقبليين أَصبح الآن أَكبر خطراً على الثورة من صالح وحرسه الجمهوري، فهذا الحزبُ الذي اصطدم مع شباب الساحات ويمتلك ترسانة أسلحة ثقيلة ومليشيات مسلحة وفصائل في الجيش، وقبل كــُــلّ ذلك أسطول إفتاء ديني سيقضي على آخر أمل بنجاح الثورة إن لم نتدارك الأمر، هم يبحثون عن دولة تفصل على مقاساتهم. فهم من تعرضت منازلهم للقصف وهم من ضحوا من أَجل الثورة ووحدهم من انفق عليها وحماها من استهداف "بلاطجة" صالح وبقايا نظام حكمه بحسب ما يروجون. ربما لم يحدث أَن تحدثنا بنبرة قوية خوفاً على الثورة، لكن الخوف الذي يسكننا الآن هو من الإصلاح ومشروعه الديني والقبلي، أقسم أنني أكتب عن الثورة بقلب مقبوض؛ لأن اللعبَ أَصبح على المكشوف ومشروع استهداف الثورة من قبل الإصلاح بدأ بجني ثماره منذ سيطر على كــُــلّ ما يتعلق بالثورة. علينا الاعتراف وبسرعة بأن الوقت ينفد من الثوار لكبح جماعة ثوار العائلة والحزب الواحد، لا ضير أَن فهمَنا حميد الأحمر خطأ وتنكر شقيقه صادق لنا واللواء علي محسن حاصر ما تبقى من أحلام ثورتنا، نثق بأن ماكينة الاستهداف الاصلاحية "الأحمرية" لن تبقي ولن تذر، إذا ما وجدت نفسها في مواجهة الشباب، وهذا أمرٌ طبيعي إذا ما أَقدموا عليه فما الذي نتوقعه منهم، أن يقدموا للثورة خدمة برحيلهم مع نظام صالح، لن يفعلوا ورب الكعبة ونحن لن ننساق لحماية أَحد بعد الآن، فليذهبوا ومجلسهم إلى الجحيم، ولنعد نحن إلى فعلنا السلمي في الثورة ونركل هؤلاء الأشخاص وفرقتهم بعيداً. وسحقاً لهم ولبقاياهم في السلطة والثورة.. | |
الأربعاء، 21 سبتمبر 2011
احذروا جماعة الإخوان المسلمين ( حزب الإصلاح ) احذروا يا شباب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق