الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

الدولة المدَنية وحُـكومة » طالبان « بقيادة الزناني أذله الله


 فجأةً أعلنت »المنسقيةُ العُـليا لشباب الثورة« عن مجلس رئاسي انتقالي يتكوَّنُ من سبعةَ عشرَ عضواً.. وبغضِّ النظر عن الأسماء التي وردت في الإعلان فإن السؤالَ الذي يطرحُ نفسَه هو عن خلفية هذا الإعلان.. فهل المسألةُ بهذه البساطة التي ظن أصحابُها أنهم بإعلانهم عن مجلس رئاسي انتقالي قد أسقطوا النظام؟!.
النظامُ لم يسقط، وظل مُتماسكاً حتى في غياب الرئيس بعدَ جُــمُــعة الخيانة والغدْر.. ذَهَبَ مُعظمُ قيادات الدولة للعلاج في المملكة العربية السعودية ولم يسقُط النظامُ، لسَببَين أولهما: أن النظامَ مُلتحمٌ بالشعب، ولهذا لم يسقط، وثانيهما: أن النظامَ مُتماسكٌ رغم كــُــلِّ مَا يُـــقالُ عنه.. وثالثــُـهما وإنْ لم أشِـــرْ إليه في البداية، وهو أن البديلَ غيرُ مقبول من الشعب.
الأحَــدُ الماضي كان ذكرى »٧١ يوليو«، وهي ذكرى وُصُول الرئيس للسلطة عام 1987م عبر الانتخابات الرئاسية.. هي ذكرى لحُــكم الشعب نفسَه بنفسه.. واليومَ مع تزامُـــن هذه الذكرى بمطالب الشباب في الساحات فإنــَّــا نقولُ: إن الاحتكامَ للدُّستُور هو السبيلُ الذي يجبُ أن يتجهَ إليه الجميعُ.. يجبُ الاحتكامُ للحوار وللدستور.. وبذلك يكونُ الجَميعُ قد التزم بحُــكم الشعب نفسَه بنفسه.. من حق الشعب أن يَختارَ، وليس من حق شباب الساحات أن يفرضوا رُؤيتــَـهم على البقية.. الخَوضُ في مَن لديه الأغلبيةُ لا تحسمُه إلاَّ صناديقُ الاقتراع.. والرئيسُ بدعوته للحوار قد أنصَــفَ وهو المستجيبُ دائماً لكلِّ حوار.
الوَطَنُ ملكٌ للجميع، لـمَــــنْ في الساحات ولبقية الشعب، وليسَ حكراً على مَجموعة دونَ مجموعة.. ولا يمكنُ فرضُ الساحات »للإصلاح« و»الإخوان« و»علي محسن« على بقية الشعب.. ليسَ من حقهم ذلك.. وليس لـمَــــنْ يدعو إلــَــى التغيير السلمي أن يُصادرَ حقَّ الآخرين في الوُجود والاختيار.. وليس لـمَــــنْ يَـــدَّعي الثورية أن يستخدمَ الصواريخَ والهاونات للإعلان عن نفسه..
إنَّ الذين أعلنوا عن مجلس رئاسي انتقالي قد صادروا حقَّ اثنين وعشرين مليوناً من أبناء الشعب، وقرَّرُوا هُم أن يُــعَـيِّـــنوا أعضاءً لمجلس يحكــُـمُ اليمَــنَ.. فمَـن أعطاكم هذا الحقَّ أيها الحالمون.. أم أن أمراً تم إبرامُــه مع جهات خارجية لإفشال أية محاوَلات للحوار، والوُصول إلــَــى حَــلٍّ سلمي.
على مَــن أعلنَ عن المجلس الرئاسي الانتقالي أن يعلمَ أن إعلانــَــه هذا قد قوبل بالاستهجان من أبناء الشعب، ولا أريدُ القولَ بأنه قوبل بالاستهزاء..
مطالبُ الشباب تظلُّ مشروعةً.. ومن المهمِّ اختيارُ الطرُق الصحيحة السلمية للوُصول إلــَــى تحقيق تلك المطالب.
ولذا نقولُ: إن الاحتكامَ للحوار هوَ المنفذُ الوحيدُ للخروج من هذا النفَق المظلم.. الحوارُ ولا غيره.. وعلى الشباب أن يتجاوبوا مع دعوة الرئيس للحوار، فذلك خيرٌ لهم من فتاوى »الإخوان« وهِــــرَاوَات »الفرْقة« وبَوَازيك الآخرين..
لقد حَـــرَّكَ الشبابُ المياهَ الراكدةَ في بداية تحرُّكهم.. لكنهم ضاعوا بين فكــَّــي »الإخوان« و»الفرقة«، وكان بالإمكان الوُصولُ إلــَــى حلول تلبي المطالبَ وتحافظُ على مصالح المجتمع وتحفظُ النظامَ وتحمي الشعبَ من هواجس الحرب الأهلية.
الآن عادت الفرصةُ من جديد، وأتمنى أن يلتقطَ الشبابُ الفـُرصةَ لتحقيق الدولة المدَنية بدَلاً عن دولة »طالبان«.. هي الفرصة الآن أيُّــها الشباب، تحاوَروا مع الأيدي الممدودة لكم، فذلك هو مطلبُ الشعب..
وستظلُّ ذكرى ٧١ يوليو ذكرى للشعب بأكمله يومَ اختارَ رئيسَه عبرَ صناديق الاقتراع..
والعاقبة للمتقين..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار