الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

المجلسُ الوطني مجلسُ " الاصلاح " وعلي محسن


عندَما خرَجَ الشبابُ في بداية العام للإعلان عن مطالبهم وكانت حركتهم سلميةً قفزت الأحزابُ لتلحق بهم بعدَ طول تردد.. رأت في صدور الشباب وحماسهم الفرصةَ للوُصول إلى السلطة.. نعم لا تريدُ التغيير، بل السلطة، خاصة حزب التجمُّع اليمني للإصلاح.. ثم الإيعازُ لكل أعضاء الإخوان الذين كانوا في أجهزة الدولة، أو داخلَ المؤتمر الشعبي العام، أو في المؤسسة العَسكرية للاعلان عن التبرؤ من النظام والانضمام للساحات في محاوَلة لهز أركان الدولة.. وبالفعل تسارعت الإعلاناتُ وعلى رأس أولئك قائدُ الفرقة الأولى مدرع اللواء/ علي محسن صالح، ولكي يتم ذرُّ الرماد في العيون أعلن أولئك المنضمون أنهم لن يكونوا طلابَ سلطة ولن يتدخلوا في عمَــل الشباب وإنما سيكونون داعمين للشباب وحُماةً لهم!!، وتمُـــرُّ الأيامُ فإذا بجُنود الفرقة ومليشيات الإصلاح هُم المسيطرون على الساحات، وهُم اللجانُ الأمنية، وهم قادةُ المنصة، وهم أصحابُ القرار.. ونــُـصبت خيامٌ للتحقيق والاعتقال، وأصبح جُنودُ الفرقة يعتقلون مَن يخالفُ رُؤية اللواء/ علي محسن، ثم تأتي المناشداتُ لإطلاق سراح مَن يتم إعتقالهم.
الأسبوعَ الماضيَ كان الإعلانُ عن المجلس الوطني الذي عَــهِــدَ إليه قيادة "الثورة" والتحدُّث باسمها، وإذا بالأسماء التي احتواها المجلسُ هي الوُجوهُ نفسُها التي ثار الشباب ضدها.. الشبابُ رأوا ثورتهم تــُــسرَق من قبَــل العسكر بقيادة علي محسن ومن قبَل متشددي الإصلاح، ومن قبَل المشايخ.. الشبابُ أرادوا مستقبلاً مدَنياً لا سيطرة فيه للعسكر أو المشايخ.. وإذا بالمجلس الوَطني يؤكدُ العَودة إلى عُهود غابرة تجاوَزَها اليمن.. أرادوا إعادة اليمن إلى عهد العسكر والمشايخ.. وليت التعددية كانت موجودة في هذا المجلس.. لكن "تجمع الإصلاح" هو المسيطر على المجلس، والعسكرُ والمشايخُ الموجودون في المجلس هم تبع للإصلاح.. وإذا بالشباب أصبحوا لا دخل لهم بشيء، بينما حزبُ الإصلاح بدأ العملَ للسير نحو سُــلطة الإخوان المستقبلية، وهذا ما رفضه الشبابُ وأعلنوا رفضَهم لهذا المجلس، وحذروا من التحدث باسمهم، كشف الشبابُ لــُــعبة الإصلاح والفرقة الأولى مدرع، وأبَوا أن يكونوا مطية لهؤلاء.
المستقبلُ الذي أراده الشبابُ لا وجودَ فيه لتلك الصور القديمة.. لا مشايخ، ولا عسكر، ولا قادة الأحزاب الحاليين، ولا فاسدين ولا أصحاب مراكز ونفوذ..
هذا هو المستقبلُ المنشودُ والذي لن يأتي إلاَّ عبر الحوار.. وليس عبرَ سيطرة الإصلاح..
والعاقبة للمتقين..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار