ما قامت به لجنة الوساطة في الجوف من إيقاف لنزيف الدم بين الإصلاحيين والحوثيين شيءٌ طيبٌ يُحسَــبُ لرئيس اللجنة يحيى منصور أبو إصبع ولأعضاء اللجنة؛ كونهم بذلوا جُهوداً في تحقيق هُدنة بين طرفي الصراع.
بيد أن نصوصَ الإتفاق -بحسب المتابعين- أخلت بمضامين نهج الأحزاب ودعوتها للدولة المدَنية ورغباتها في إدارة البلد.. لجنة الوساطة المكونة من أحزاب اللقاء المشترك سلمت المحافظة بالكامل للإصلاح على غرار ما هو موجودٌ في صعدة، هكذا جاء في أحد بُــنود الإتفاق على أن يُـعَـيَّــنَ الضمينُ محافظاً للجوف وتدار المحافظة من قبَــل الإصلاح.
يرى المتابعون أن الاتفاق الذي وَضَــعَ حداً للقتال الدائر بين الحوثيين والإصلاحيين كان يُــفترَضُ أن يكونَ حازماً، ليخدُمَ التطلعات المدَنية التي يُنادي بها الجميع، إذ كان على لجنة الوساطة الممثلة من أحزاب اللقاء المشترك وبعض القوى الإجتماعية أن تعمل على تسليم محافظة الجوف وصعدة للأحزاب السياسية، باعتبارها الممثل الرئيسي والمعترَف به من الجميع، طالما وأن السلطة رفعت يدَها عن إدارتها، وطبقاً لأحد المتابعين، فبدلاً عن أن تطالبَ الأحزابُ الحوثيين والإصلاحيين بتسليم المحافظة للجنة الوساطة، على أن يتم اختيار محافظ من قبل أحزاب المشترك وتعيين معاونين له من قبل الأحزاب وبالتساوي، تم إقصاءُ جميع الأحزاب بطريقة عجيبة ليتم تسليم المحافظة لحزب الإصلاح على غرار ما هو موجود بمحافظة صعدة.
ويؤكد المتابعون أن أحزاب المشترك تتخلى عن مهامها في إدارة المحافظات التي سقطت من يد النظام ويتم تقاسمها بطريقة مخالفة للأعراف والقوانين، البعضُ لن يستغرب أن تسقط بعضُ المحافظات من يد النظام وتــُـسَــلم للشيخ فلان، أو أن تسلم للجماعات الإرهابية، أو للعسكر، وفقاً للطريقة الجديدة التي تعامل معها المشترك.
ويرى البعض أن ذلك قد يكون مقدمة وتمهيداً لتحويل المحافظات إلى إقطاعيات جديدة بيد النافذين والعسكر، أو من يملك القوة والغلبة، وهو ما يقوض مشروع الدولة التي ينشدها الشباب في ساحات التغيير والحرية، وأشاروا إلى أن الجميع كان يأمل أن يرى نماذج مسبقة للدولة التي يصورها المشترك للشعب من خلال إدارته لمحافظتي صعدة والجوف، وطبقاً لمراقبين فإن رفض عناصر "القـَـاعـدَة" تسليمَ المباني والمنشآت الحكومية للسلطة والخروج من المحافظة قد يكون بسبب تأخر الحسم.
وكانت الأنباء قد تحدثت عن لجان وساطة لإخراج مسلحي "القـَـاعـدَة" من عاصمة المحافظة وتسليم ما نهبوه من أسلحة وعتاد مقابل عدم ملاحقتهم، وبحسب الأنباء فإن اللجان الوزارية والقبلية قد فشلت في إقناع المسلحين من عناصر "القـَـاعـدَة" الذين رفضوا تسليم عاصمة المحافظة وجعار للسلطة، فيما أكدت معلومات أخرى أن خلايا "القـَـاعـدَة" كانت قد وافقت على تسليم المحافظة لرجال القبائل وليس للسلطة.
في ذات السياق تحدثت معلومات صحفية عن رفض رجال القبائل تسليم المحافظة إلى السلطة المحلية السابقة، باعتبار أن السلطة المحلية كانت وراء ما حدث للمحافظة التي سلمتها للعناصر الإرهابية، وكانت القبائل في شفرة قد تمكنت من إلقاء القبض على عشرة مسلحين في إحدى النقاط القبلية، وتقول المعلومات: إن المسلحين كان بحوزتهم أسلحة وأجهزة إتصالات وذخيرة.، وفي المهرة تمكنت قبائل النخعين من إلقاء القبض على عدد من المسلحين الذين تم تسليمهم إلى السلطات.. يأتي هذا بعد أيام من إلقاء اللجان الشعبية في لودر القبض على عدد من المسلحين التابعين لـ"أنصار الشريعة"، من جانبها أقدمت عناصرُ تابعة لـ"أنصار الشريعة" على اقتحام عدد من المنازل في جعار وزنجبار واعتقال عدد من المواطنين والزج بهم في معتقلات استحدثتها في عدد من الأماكن، وكان تقرير هيومن رايتس قد تحدث عن وجود محاكم تابعة لـ"أنصار الشريعة" التي منعت النساء في أبين من الخروج بدون مَحرَم.
وكانت الاعتقالات التي تقوم بها عناصر "القـَـاعـدَة" في أبين تجاه من تبقى من المواطنين في زنجبار وجعار هي الدافع الرئيسي وراء اندلاع المواجهات الدامية بين الجماعات الجهادية بقيادة نادر الشدادي وتنظيم "القـَـاعـدَة" بقيادة سامي الديان وخالد عبدالنبي وخلفت ما يقارب ستة قتلى من الجانبين، وبحسب بعض المواقع فإن أنصار "القـَـاعـدَة" تمكنوا من حسم المواجهات لصالحهم، في حين لا يزال التوتر يخيم على المنطقة، ورجح البعض أن توقف المواجهات جاء بعد اتصالات ومشاورات من قبل الوحيشي مع الديان وخالد عبدالنبي قبل أن يعمل القصع على التهدئة لطرفي المواجهات، وكانت جعار ساحة الصراع بين الإرهابيين قد عجَّــت بالمسلحين الذين قدموا من زنجبار ومديريات أُخــرى، إلى ذلك قصف الطيران عدداً من المواقع التي يتمركز فيها مسلحو "القـَـاعـدَة" في زنجبار وجعار، في حين قصف اللواء ٥٢ ميكا والقوات البحرية مواقعَ في حُصن شداد وساحة الشهداء، فيما حاول رجالُُُُُُ القبائل فتحَ جبهات جديدة مع مسلحي "القـَـاعـدَة" لفك الحصار المفروض من قبَــل "القـَـاعـدَة" على اللواء ٥٢ ميكا، لكن دون جدوى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق