الثلاثاء، 5 أبريل 2011

الجاسوسية عند الإخوان المسلمين في اليمن الجناح الديني في حزب الإصلاح

الجاسوسية عند الإخوان المسلمين في اليمن
الجناح الديني في حزب الإصلاح


صار تنظيم الإخوان جاسوسياً على أفراده بكل ما تعنيه الكلمة، وقد حدث أن اعترض بعض شباب الإخوان على هذا الأسلوب التجسسي، والغيبة والنميمة التنظيمية، فذكر رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في أمانة العاصمة " أنه قد طُرح بين الإخوان (يعني من في مستواه وأعلى) إنشاء جهازٍ تجسسي على الأفراد لحماية الحركة "، هذا كلامه بالحرف، وهو من هو إيماناً وتقوى، ولا نزكي على الله أحداً فهل هذا تأصيلٌ تام لما يفعله الحكام هذه الأيام؟ وهل يجدون أفضل من هذه الحركة التي تؤيدهم حالاً أو مقالاً في جميع سياستهم الإجمالية العامة، ولا يعزبن عنك أن المنكرات الصغيرة التي يتحدث خطباء الإخوان عنها، وبعض وسائلهم الإعلامية تؤدي إلى إيهام القواعد كالعادة أن قيادة الإخوان ما تزال دينية غيورة ! ومرة قال اليدومي: " إنكار المنكر هو عبارة عن أرقام؟؟! فالكلام على الدولة بأي صورة فيه قص رقيب - الكلام هنا بالنص وهو يتكلم بالقاف الصنعانية المتفشية في جنوب الجزير ة العربية، والمراد بالفصحى قص رقاب - قال: فهذا الرقم لا يفكر أحد بالكلام عنه " وهذا انعكس على تنظيم الإخوان، لنا فمن تكلم عن اليدومي بالذات أو عن القرارات العوجاء لهذا القيادة، أو نصح للقيادة فلا بد أن يُرفع عنه تقرير ممن سمعه من مخابرات الإخوان (لكنها مخابرات باسم الدين). سئل أحد طلبة العلم من الإخوان مرة عن مشاركة اليدومي في جنازة فرنسوا ميتران؟ وهل يجوز ذلك؟ فتكلم كلاماً تفصيلياً عن ذلك بأدبٍ بالغ، فرفع تلميذ من تلاميذه في القاعة تقريراً عنه على الفور وقس على ذلك، تكلم فلان من الإخوان عن كذا فوقعت كلمته أمام حاسدٍ له، أو شخص غير مُدْرِكٍ مُراده فالتقرير محفوظٌ عنه في السجل الأسود عند قيادة الإخوان والمثير للأسى أن كثيراً من التقارير يرفعها أناسٌ يعتقدون التجسس عبادة.
وقد يتعدى الأمر هذا الطور، فقد سئل اليدومي مرةً في دورة تنشيطية للإخوان عن مسألة وجود تيارين في الإخوان فاستهزأ بالسائل وسخر منه وأهانه - تشيع قيادات الإخوان هذا على أنه من عوامل الإعجاب الشديدة بشخصية هذا الرجل - ثم - صدق أو لا تصدق - حالته قيادة الدورة إلى التحقيق الصارم الذي يكتب هو فيه بقلمه الإجابات عن أسئلة المحقق، ثم يكتب أي أقوالٍ أخرى ثم ترفع نتيجة التحقيق بقلم المحقق إلى من فوقه وهكذا دواليك ثم استدعى هذا ومعه المتورطون في كلامه ممن أخبر عنهم واعترف بجريمتهم مع سبق الإصرار والترصد إلى رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في أمانة العاصمة لإزالة الشبه والردع الهادئ القوي معاً طبعاً مثل معظم أنظمة المخابرات العربية وصل محضر التحقيق إلى هذا الرجل الأخير وقد استحال كلام المتكلم رأساً على عقب، ولم يعد فيه من أثار قوله شيء واحد (لا أدري كيف أقسم لك لتصدق هذا الكلام، وأنه يمكن أن يحدث في تنظيم إسلامي وليس في أجهزة أمن الدولة، ولم يبق إلا التعذيب الجسدي الذي يحل محله أن يُتَكَلم عن عرض الرجل الذي لا يستحق أن يوضع في مرتبةٍ تنظيمية قد يوضع فيها من هم أقل منه علماً وفهماً ونشاطاً لأنهم أدوا واجبهم في حماية القيادة الفعلية عفواً حماية الحركة كما يقولون.
القمع الشديد لأفراد الإخوان:
قد كرر اليدومي العبارة المتداولة بين الإخوان (نحن دعاة لا قضاة) في مسألة التعامل مع الأنظمة العلمانية بل مع الأحزاب العلمانية اللادينية غير الحاكمة (مع أن صاحبها أراد بها غير الذي يُستدل به الآن)،
وكرر محمد قحطان أنه لا يوجد في التنظيم سجونٌ ولا وسائل تجبر به الفرد أوتهدده فهل هذا صحيح؟ فلننظر

يهدد اليدومي بأن كل من خرج عن التنظيم " فالتنظيم يسحقه، فالتنظيم يسحقه فالتنظيم يسحقه " هكذا يكررها ثلاثاً للتأكيد، حاول أن تبحث عن حكم هذا الكلام في ميزان الشرع والأخوة، ثم استرسل مع الديمقراطيين عن حكم هذا الكلام في عرف الإنسانية، والمواثيق الدولية، والديمقراطية. وهذا الكلام من أمين عام الإصلاح صحيح من حيث الواقع التطبيقي للإخوان، وهو كالقول القائل " أسد عليَّ وفي الحروب نعامة. ولهذا السحق التنظيمي مستويات، فمنه لمن هو داخل الحركة (وقد تقال لمن هو خارجها) بالترويج والإشاعة عنه بأنه غير منتظم، عنده حظ النفس، مغرور أخذ أموال الحركة. وقد سبقت الإشارة إلى ذلك، أو يقال: هذا متشدد لا يفهم الواقع - خاصة إذا كان من العلماء - ثم إن كان من المحاضرين فيمنع من المحاضرات، أو الالتقاء التنظيمي بقاعدة الإخوان، وإذا التقى بهم ففيما تريد قيادة الإخوان فقط، فإن خلاف القيادة محظورٌ قطعي انعقد عليه إجماع القيادات المتنفذة؟ هذا بخلاف مسائل الدين - حتى القطعية - فهي مسائل خلافية يجوز الخلاف فيها، وإذا قُدِّمت لهذا المحاضر المغضوب عليه أسئلة فلا بد أن تكون مكتوبة لكي يفرزها المقدم للمحاضر ويختار ما يناسب ولذا لا تجد مسألةً اشتهر فيها مخالفة كبار علماء الحركة كالتزوير، وموضوع المتاجرة بالمرأة، والانتخابات الرئاسية، والجُرع السعرية وغيرها إلا وجدت المتحدث للقاعدة جهة واحدة هي التي تعبر عن القيادة المتنفذة، وهي التي تذم مخالفيها وترميهم بعدم الانتظام، أو عدم السمع والطاعة، أو الغرور، وقد يصفونه بالدين أو العلم فيقولون مثلاً " هو عالم لكن مع احترامنا له فهو لا يفهم الواقع " أو لا يعرف كما قال اليدومي - متحدثاً عن طلب العلم على سبيل الذم " إن الأمريكان قد أطلقوا صاروخاً لمدة عشر دقائق ويمكنهم التحكم به، ولا أدري ما هذه المعلومة الفاقعة الفاقرة التي جهلها العلماء وعرفها هذا الذي لا يفتأ يسفههم، ويفتخر بجهله؟ فالنتيجة التي كانت تقع في خلدي كما تقع في خلد غيري عندما أسمع مثل ذلك، أن هذا العالم مُغَفَّلٌ فلا تسمعوا له، وبرغم الحصار لهذا الشخص أو ذلك تنظيمياً فقد يُبْعث إليه ببعض المخابرات الإخوانية التي تُعِدّ التجسس ديناً لت نقل لقيادات الإخوان تحركاته وأقواله في صورة تقريرٍ يحمل الاستنباطات الخطيرة وقد سيقت أمثلةً على هذا، ويأخذ السحق التنظيمي أبعاداً أقوى من ذلك حتى لمن لم يخرج فقد يُتَفَق مع السلطة الحاكمة على فعل شيء بهذا الذي لم يعبد القيادة الفعلية للإخوان مدحاً وتملقاً، إن كان من ذوي التأثير.. فقد اشتكى عددٌ من الإخوان بواحد منهم لدرى وزارة من الوزارات لقوة تأثيره على الأمة في نوعيات الإنتاج والتوزيع التي يمارسها في عمله التجاري حتى يحطموا عمله، ومثل هذا كثير ولولا الحرج لذُكَرت الأسماء، وقد يمنعون المغضوب عليه من ممارسة العمل في المؤسسات التي تحت أيديهم، أو لهم فيها - ولو نوع تأثير -، وهذا يحدث كثيراً حتى في أمور الزواج، وقد خطب - على سبيل المثال – أحب أحد الشباب فتاة، وكان الوسيط من الإخوان فأراد الوسيط أن يسأل عن أهم شيء في الموضوع فما هو؟ ليس الدين فقد أثنى عليه المُعرِّف بكل خصلةٍ حسنة في الدين والخلق والنبوغ العلمي لكن ذاك الوسيط أصر على معرفة هل قد انتمى إلى الإخوان أم لا.
وربما يتعدى الأمر ذلك كله فتشوه سمعة هذا المغضوب عليه من القيادة الفعلية للإخوان في داخل الإخوان، ويُمنع حتى من المحاضرات العامة، إذ أنه مشهورٌ في أوساط القيادات الميدانية المباشرة (ما تحت الفروع) منع إلقاء أي كلمة فيها نصحٌ للإخوان أو تسديدٌ لهم، ولو كانت من واحدٍ منهم فلا يجد هذا الناصح أحداً يدعوه للالتقاء بالجماهير، بل يجد من يمنعه من إلقاء أي كلمة في المسجد حتى يُفصح عن ماهيتها (لم يصل النظام الحاكم إلى هذا الحد كظاهرة) فإذا شمَّر يريد الخروج إلى بلاد الله الواسعة خارج اليمن، فلا يقف الأمر عند عدم تزكيته لدى الجهات ذات الصلة بالإخوان خارج البلد، بل يُلاحق بتوصيةٍ عن أفعاله المشبوهة، وعن تحركاته المغضوب عليها ليُمْنَعَ قدر الإمكان من كل خيرٍ في داخل اليمن أو خارجها. وهذا الحصار الهائل يجعل عضو الإخوان يفكر ألف مرة عندما يرى أنه لا بد من نصح قيادة الإخوان لأن مجرد النصح عندهم يدل على أن هذا الرجل ما زالت في ذهنه (شبه حول الجماعة).. هكذا يروجون والحقيقة أن هناك حذفاً،ً وتقدير العبارة (شبهٌ حول عصمة قيادة الجماعة الفعلية) كما أن هذه الطريقة لها آثارها الرديئة:

آثار السحق التنظيمي عند الإخوان المسلمين في اليمن :

لهذه الطريقة كما للبناء التنظيمي الهرمي غالباً آثارها الرديئة:

إذ تجعل العلاقة في أوساط القيادات الوسطى ومن فوقهم - في الغالب - نفعية مصلحية، وباصطلاح المفتخرين بالكلام في السياسة (براجماتية)، ليس دينية على حد قوله صلى الله عليه وسلم: " من فرج عن مسلم كربة " بل على المبدأ الوصولي المشهور: احملني واحملك والخطورة أن المصالح يستر فيها كل صاحبه في مقابل التنازل عن أمور متعلقة بالدين، والتضليل عند قيادة طائفة عظيمة من طوائف المسلمين، وهذا من الأسباب التي تُفَسِّر استجابة قيادات الفروع للقيادة الفعلية للإخوان، وتلبية رغباتهم حتى فيما وضحت مخالفته الدينية، بل واحتواءهم لأي نصحٍ يعتقدونه يُخالف توجهات القيادة وهناك ما هو أكثر، إذ أن مسئولي الفروع فمن فوقهم - في الغالب - يَنْعمون بما يُسمى (احتياجات الدعوة) من سيارة، صالون، وبدل بترول، وبيجر، وهاتف سيار وكلها على حساب الإخوان، وهذا في الغالب وهذه - ذاتها - هي طريقة النظام الحاكم في إفساد الآخرين، وشراء ذممهم.

ويترتب على هذا شيءٌ أخطر - كنتيجةٍ حتميةٍ لهذه السياسة - هو أن الارتقاء التنظيمي يخضع لهذه الضوابط التي في (دماغ اليدومي) كما سبق، ولا بأس من تزيين الوجه بعددٍ ممن لا يُشتبه فيهم عند القاعدة.

كما أن هذه الطريقة البوليسية تجعل عضو الإخوان مهما كانت مبادؤه وقناعاته خاضعاً لتوجه القيادة المتنفذة أو هو مُعَرَّضٌ لغضبها، ومن الصور البوليسية الإخوانية: ما تسميه القيادات مفتخرةٌ الاختراق للتنظيمات الإسلامية الأخرى كالتنظيمات السلفية: فيجعلون التجسس على أقرب إخوانهم رحماً من أعظم القرب، وقد أشاعت هذه القيادة ذلك، والظاهر أن أكثر ذلك جزء من سياسة الإيهام المعروفة عند قيادة الإخوان المليئة بكل زهو فارغٍ باطل، ولكن المشكلة ليست في الحجم بل في المبدأ.
ومن الأساليب البوليسية الرهيبة اللابسة للثوب الديني: تسمية من ترك حركة الإخوان (المتساقطون)، وعند الكلام عن هذا الذي ترك حركة الإخوان، أو فُصل منها في خلايا الإخوان التنظيمية يكون أحسن الموجودين من يقول: " فلان كان وكان ولكن نسأل الله الثبات، يا مقلب القلوب "، هل صارت حركة الإخوان هي الإسلام هي الدعوة وغيرها ليس كذلك؟. وهل محمد الغزالي، وسيد سابق [9]، وأمثالهما يعتبرون من المتساقطين من طريق الدعوة؟ وقد تُصنع شبكة من الأوهام الباطل ة التي ولدتها الافتراءات الظالمة حول المغضوب عليه - الذي قد يكون من خيرة الناس - فعندنا شابٌ ما زال ينتمي للحركة يقال عنه له ارتباطات شيوعية سابقة، ويدعو للتشطير وهو هو المعلوم دينه، وما زال ينتمي للحركة شابٌ آخر غضب عليه بعض مسئوليه فذهب يبحث عن بعض المواقف التي تقدح في عرضه - هكذا وبكل بساطة -، حتى عثر على قضيةٍ مُحْتفظٍ بها في ملفه الذي يُدَرّس بموجبه في مدرسةٍ خاصة تتكلم على مسألة عادية في موقفٍ تأديبي لبعض طلابه فاستطاع مسئوله التنظيمي قراءة ملفه بحكم الصلاحيات التنظيمية المطلقة ثم خرج بكلام بشعٍ حقاً بشع ؛ ذكر أن هذا الشاب واقع في فاحشة إتيان الذكران؟ ثم التقى به كالشامت وبلسعات المكر التنظيمي - بعد أن تكلم عنه عند من فوقه - قال له: الإنسان ضعيف ويقع اقرأ كتاب مدارج السالكين.
إن خطورة مثل هذه المسلكيات المتفشية عند بعض قيادة الإخوان أنه لا يمكن مع ذلك القيام بدين، أو الثقة بأحد، ومع الكذب ينهار التنظيم دون أن يحتاج لكبير جهدٍ من قبل أعدائه، والمشكلة أن فقه المصالح قد وسع أمر المستثنيات الشرعية فجعلها القادة، فتلقف ذلك نفرُ من قيادات الفروع وغيرهم فصار الكذب لمصلحة الدعوة فيما يزعمون - أمراً سائغاً عندهم - ثم رأينا التزوير والغش والكذب في تسجيل الأسماء في الدوائر الانتخابية مضاهاةً للأحزاب التي فعلت ذلك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار