الجمعة، 14 أكتوبر 2011

اولاد الاحمر .. يتابعون حركة أسهم الثورة



اولاد الاحمر
 حارب بشراسة في الحصبة وخلال ثلاثة أيام متتالية في المواجهات العنيفة كان مسلحوه يبسطون سيطرتهم المطلقة على منطقة واسعة ويغلقون أحياء بكاملها وينتشرون بكثافة, مدججين بعتاد حربي وأسلحة متطورة, في شوارع وأزقة وممرات وجولات وتقاطعات ضمن منطقة نفوذ أخذت تتوسع وتتمدد الى أبعد من منطقة التمركز والنفوذ التقليدية في مركز الحصبة والحي السكني المحيط بقصر الشيخ الراحل ومقر ابنه الشيخ الوريث, الذي أعد بصورة جيدة للحرب واستعد مبكراً لمعركة تدوم طويلاً.

وإلى شارع الستين مباشرة, حيث صلى الجمعة مع الثوار وقام فيهم بعد انقضاء الصلاة خطيباً يدين الحرب ويجدد العهد والتمسك بـ"سلمية الثورة والنضال". ولم ينس أن يزف البشرى للحاضرين بسلامته وسلامة جميع إخوانه وأشقائه وأنهم في صحة جيدة ولم يمسسهم سوء أو أذى خلال أيام الحرب والمواجهات المسلحة!!

مهاجم.. ومدافع

التأكيد.. وتجديد الالتزام بسلمية الثورة لم يكن, ولا يفترض أن يكون, مناقضا أو متناقضاً مع حرب الحصبة أو مع بشارة السلامة الشخصية لجميع الأخوة الأحمر خلال هذه الحرب, أو مع التأكيد وتجديد العهد والتحدي بمواصلة المواجهة المسلحة والحرب إلى أبعد مدى, مطلقاً النداء والدعوة لجميع القبائل اليمنية ومقاتليها الالتفاف حوله في هذه الحرب نصرة للثورة السلمية!!

يستطيع الشيخ صادق, بالفعل, أن يحارب القوات الحكومية بأكثر من طريقة وفي أكثر من مكان.. داخل العاصمة أو خارجها باتجاه عمران ومناطق النفوذ الجغرافي لقبيلة حاشد أو من هم معه ولم ينصرفوا عن مشيخته من قبائل حاشد. ولكنه, والحال ما سبق, لا يستطيع أن يحارب هنا ويقود "الثورة السلمية" هناك, وكأن حرباً لم تقم أو لم تكن, متعهداً بحمايتها ورعايتها.. وربما أيضا تسليحها إذا لزم الأمر.. لتبقى هكذا دائماً "سلمية"!

الداعم المدعوم

ثم هل يحتاج الشباب و"ثورة الشباب" إلى حماية ورعاية الشيخ الأحمر؟ حتى وهو يخوض حرباً ومعركة مسلحة مع النظام والقوات الحكومية ويحشد لها الأحلاف والمقاتلين والغرّامة ويدعوهم الى الالتفاف حوله ومساندته في حربه!!

هل يقاتل ويحارب في الحصبة ويحمي الثورة السلمية والثوار في الستين والجامعة, ثم يطمئن الشباب بـ"سلمية" حركتهم وتحركهم و"مدنية" ظاهرة بهذا القلق والتناقض والتوتر؟!

وهل كان عادياً ومنطقياً إقامة جمعة لسلمية الثورة على شرف زعيم قبلي خرج لتوه من معركة طاحنة وحرب لم تنته بعد ويكون هو الذي يحشد القبائل ومقاتليها من على منبر الثوار وجمعة سلمية الثورة؟!!

وأخيراً وليس آخراً: هل كان الشيخ الأحمر يقدم التأييد والدعم للشباب والمعتصمين أم يتلقى الدعم والتأييد منهم ويستقوي بهم ضد خصومه, في استعراض حي ومباشر قدم هؤلاء المحتشدون للصلاة وكأنهم مؤيدين ومقاتلين في جبهة الشيخ وفي صفه, بينما الحقيقة أن هؤلاء لم يستشاروا أبدا ولم يكن لهم رأي وأغلبهم لا يقبل أن يتحول رقما في جيب الشيخ أو ورقة في يده. ولكن هذا هو ما حدث, بطريقة أو بأخرى. فالمشهد البشري في جمعة الستين تحول.. أو استخدم بعناية كخلفية دعائية مغرية استطاع الزعيم القبلي –حال كونه في حالة حرب حقيقية مع النظام- أن يوظفها لصالحه أمام عدسات الفضائيات, فصار هو الداعم الذي يتلقى الدعم من الثورة ويستخلص منها تأييداً ورصيداً ومكاسباً من كل نوع, رغماً عن أنف وإرادة الثورة والثوار!

استثمار طويل المدى

هكذا تدار.. وتدور رحى ثورة, يتجاهل أهلها أنها تحولت إلى "ثروة" متعددة الأوجه والأشكال تصبُّ في أرصدة وحسابات مراكز قوى وزعامات ووجاهات تعرف كيف تستثمر ظاهرة شبابية عارمة حوصرت من البداية بقوى ومستثمرين لا ينوون أبدا التفريط بها أو التعجيل بنهاية سوقها ولو كانت النهاية تعني انتصارها ونجاحها! هذا غير وارد, عليها أن تستمر الى أن تتمكن كافة المراكز والرموز والقوى التقليدية من إعادة تخليف ذاتها وتقديم نفسها كقوى جديدة مؤهلة لقيادة المرحلة وإدارة السلطة في دولة ما بعد الثورة! ولعلها قد قطعت شوطاً كبيرا في هذا الطريق.

من قال إن الشباب ليسوا صُنَّاع التغيير ومصانع القادة؟!

إلى حين, سوف تظل الحاجة قائمة لاستمرار الاعتصامات والساحات والميادين وصلوات الجمعة في الستين وغير الستين. حتى يأخذ كل صاحب حاجة حاجته من الظاهرة المقيمة والفرصة التي لا تعوض.

فمن كان يظن أو يصدق أن هذا سيحدث: كل المراكز والقوى التقليدية التي حكمت وعربدت في السلطة والثروة طولا وعرضا, وكانت الثورة الشبابية بالأساس تستهدفها وتنشد التغيير بتغييرها, هي نفسها وعينها اليوم تتقدم الصفوف والأحداث والثورة, وتقترب شيئا فشيئا من إعادة تقديم نفسها كبديل أول.. عن نفسها وعن شكلها القديم؟! إنها قوى متمرسة.. تجتهد.. وتحرز تقدماً. ويجتهد الشباب ويحرزون تقدماً أيضاً, ولكن لصالحها وليس لصالحهم. وإنها لثورة حتى النصر (...)

الخلاصة

"إذا لم يكن عوناً من الله للفتى
فإنَّ الذي يقضي عليه اجتهاده"

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار