مقتل القيادي في تنظيم القاعدة أنور العولقي الجمعة أثار الجماعات الراديكالية في اليمن أحزابا ومنظمات ورجال دين سارعوا إلى استنكار "الجريمة" حد وصف بيان منظمة حقوقية متفرعة عن جماعة الإخوان المسلمين في اليمن (حزب التجمع اليمني للإصلاح زعيم المعارضة وكبيرها الذي..).الملفت للانتباه هو انصراف التغطية الإعلامية عن الموضع الذي قنص فيه العولقي ودلالته على الأحداث الجارية على صعيد الأزمة اليمنية وما رافقها من مواجهات ومعارك عسكرية تركز معظمها في مناطق محيطة بالعاصمة صنعاء وعلى مقربة منها كان يتواجد رجل القاعدة القيادي أنور العولقي.
العولقي، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، قتل على بعد ثمانية كيلومترات من بلدة خاشف الواقعة بمحافظة الجوف، على بعد 140 كيلومتر شرقي العاصمة صنعاء، وهذا مكان بعيد عن المحل الدائم لتواجد وإقامة العولقي في محافظة شبوة شرقي اليمن وقريب جدا من مسرح المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية ومجاميع قبلية مسلحة تقول السلطات اليمنية أنها تتبع رجل الدين عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان وموالية لحزب الإصلاح كما يدعمها القائد العسكري المنشق علي محسن الأحمر المعروف في وثائق ويكليكس بميوله الراديكالية وتبنيه للمجموعات السلفية والجهادية المتشددة.
وتثير حادثة تصيد العولقي المعروف بالحذر الشديد وندرة التحركات في هذا التوقيت والظرف وفي المكان المحدد أكثر من علامة استفهام بشأن الجهة التي كان يقصدها أو ربما عائدا منها, وأيضا علاقة العولقي وجماعة القاعدة والجهاديين بما يحدث في محافظة الجوف ,الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح منذ خروجها عن سيطرة السلطات الحكومية قبل حوالى ثلاثة أشهر من الآن, وكذلك بما يحدث في منطقتي أرحب ونهم المتاخمتين للجوف وتشهدان معارك متواصلة على مدى اربعة أشهر تحاول خلالها المجاميع العصابية المسلحة إسقاط معسكرات الجيش وخصوصا ألوية الحرس الجمهوري المتمركزة في المواضع المذكورة ونهب الأسلحة والمعدات الثقيلة لضمان إحكام السيطرة على العاصمة من جهتها الشمالية والشمالية الشرقية والإطباق على مطار صنعاء الدولي المنفذ الجوي الوحيد للعاصمة, كجزء من مخطط إسقاط النظام بإسقاط أهم معاقله وعوامل القوة لديه.
وكان القيادي في تنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية - وأحد أبرز المطلوبين على قائمة الـ (اف بي آي) الأمريكية لأخطر عشرة إرهابيين - فهد القصع أعلن في حوار صحفي نشرته جريدة القدس الغربي اللندنية أواخر الشهر المنصرم عن مشاركة عناصر التنظيم في الحرب الدائرة في أرحب ونهم – صنعاء- ضد القوات المسلحة ومعسكرات الحرس الجمهوري إضافة إلى مشاركتهم في المعارك المشابهة بمحافظة تعز إلى جانب المسلحين القبليين والحزبيين الموالين للزنداني وجماعة الإخوان والمدعومين من قائد الفرقة الأولى مدرع.
وبجمع هذه إلى واقعة تصيد العولقي تتعزز الشواهد الحية والإثباتات العملية على دور وحضور عناصر التنظيم الإرهابي كلاعب رئيس ومشارك أول في المواجهات والمعارك المستمرة في محيط العاصمة صنعاء ومناطق أخرى متفرقة وتورط بعض أطراف المعارضة لا سيما الجماعت الراديكالية منها على وجه الخصوص في التنسيق وتبادرل الخدمات مع تنظيم القاعدة الإرهابي, الأمر الذي ينزع عن الصراع الدائر أو عن معظم مكوناته صفة "الثورة الشعبية السلمية" ويضعه في دائرة العنف الموجه والمخطط لقلب نظام الحكم وخلق بيئة بديلة مواتية ومهادنة للمجموعات الإرهابية المتطرفة.
ولم يرشح شيء حتى كتابة هذا التقرير بشأن الجهة التي قصدها أو عاد منها العولقي قبل اقتناصه في الجوف, لكن رواية وحيدة متداولة ولم يؤكدها طرف محايد أو مصدر موثوق, مفادها أن العولقي كان في طريقه إلى الاجتماع برئيس جامعة الإيمان عبد المجيد الزنداني في أرحب, أو أنه عائدا من الاجتماع. بل هناك من ينحو باللائمة في مقتل العولقي على الزنداني نفسه وبعض التسريبات في المنتديات الجهادية على الإنترنت تجنح إلى اتهام الزنداني بالوشاية عن العولقي في إطار صفقة مع النظام والأمريكان لتبييض صفحة الزنداني المتهم أمريكيا بدعم الإرهاب والموضوع في قائمة مجلس الأمن الدولي بالأشخاص الداعمين للقاعدة والمطلوبين للعدالة الدولية.
ولا بد وأن تكشف الأيام القليلة القادمة وتداعيات مقتل القيادي في القاعدة مخفيات مهمة وتضع الكثير من النقاط على الحروف الفارغة والناقصة.لكن الكيد أن شكوكا تعززت وأخرى انجلت في هذا التوقيت إثر حادثة الجمعة وسيكون لها ما بعدها, سواء على صعيد الأزمة السياسية أو مستجدات الحرب المشتركة- يمنيا وأمريكيا- والطويلة ضد القاعدة والإرهاب عموما.

0 التعليقات:
إرسال تعليق