الأربعاء، 4 مايو 2011

تحدث عن سيطرة الإصلاح..احمد سيف حاشد في قاعة وفاق بالساحة

احمد صالح الفقيه
2011-04-26
 في منتصف الأسبوع الماضي تحدث القاضي والنائب المناضل احمد سيف حاشد حديثا صريحا ومريرا من القلب، وهو حديث عقبت عليه إنا ثم الأستاذ احمد ناجي أحمد وآخرون من الإصلاح ومن غير الإصلاح. ولكني سأكتفي هنا بعرض ما أمكنني تدوينه من حديث القاضي احمد سيف حاشد وفيه الكفاية وهو كما يلي:

"ابتدأنا الاعتصام أمام الجامعة وكنا 40 شخصا معظمهم من طلبة الجامعة، كما انضم إلينا آخرون كثيرون، وفي هذه الأيام الأولى كانت المسيرات تجري في الصباح والمساء وكان الأمر مرهقا.

ونلاحظ أنه في البداية لم يوجه حزب الإصلاح قطاعه الطلابي بالمشاركة وكذلك أحزاب اللقاء المشترك، وعندما اقتحم الأمن المركزي ساحة الجامعة كان موقف الإصلاح سلبيا ووقفوا يتفرجون.

بمجرد أن قرر اللقاء المشترك الانضمام إلى الثورة كان حزب الإصلاح يعد للاستيلاء على الساحة وكنا قد عقدنا اجتماعا لتشكيل لجنة النظام في الساحة وحددنا إطار العمل والمهام وأجلنا تحديد الأسماء إلى اليوم التالي. ولكن أعضاء حزب الإصلاح تحركوا بعد أن انفض الاجتماع مباشرة للسيطرة على الساحة واستمرت تحركاتهم حتى اليوم التالي.

عملية الاستيلاء كانت نموذجا للسلوك العصبوي اللاديمقراطي فقد عقدوا اجتماعات غيبت الآخرين وجاءوا بأشخاص منهم ممثلين لمجموعات ولائتلافات وهمية لا وجود لها عبر المسميات الوهمية، والجميع في الحقيقة من الإصلاح ثم قاموا بتشكيل جميع اللجان، لجنة النظام، واللجنة الأمنية،.. إلخ وفرضوها على الجميع وقد ابتعدنا عن إثارة نزاع معهم حفاظا على وحدة الصف وخشية على الثورة من التفكك في أيامها الأولى.

اللجنة التنظيمية التي يفترض أن تدير الأمور في الساحة ثم تشكيلها في اجتماع تال من 20عضوا سبعة أشخاص من الأحزاب، وسبعة آخرون مرشحون من قبل تلك الأحزاب، وممثل عن الحوثيين وآخر عن مجلس التضامن (حسين الأحمر) واثنين لتمثيل الشباب المستقل واثنين من الأكاديميين والمتخصصين.

وعلى الرغم من استحواذ الأحزاب على اللجنة فإن هذه اللجنة لا تنظم ولا تفرر شيئا، أما الفاعلون الحقيقيون فهم اصلاحيون أشباح غير معروفين بالأسماء ولكن تأتي أوامرهم إلى أعضاء الإصلاح بالتلفون من خارج الساحة.

 وتم تهميش اللجنة لان الإصلاحيين يريدون التفرد بكل القرارات، وحتى عندما تجتمع اللجنة فان أي قرار لا يوافق عليه الإصلاح لا ينفذ ولو صدر بأغلبية الأصوات، والسبب أن الإصلاح ملأ اللجان التنفيذية بإتباعه وهم لا ينقذون إلا ما يريده الإصلاح.

الهيمنة الإصلاحية عاني منها الجميع حتى شركاؤهم من أحزاب اللقاء المشترك، فلا صوت إلا صوتهم ولا خطاب إلا خطابهم.

 وعلى الرغم من أنك تستطيع أن تكتب ما تشاء مهما كان مناهضا للنظام في دولة علي عبدالله صالح فإنك لا تستطيع أن توزع نشرة أو منشورا لا يرضى عنه الإصلاح، ولا تستطيع أن تقول شيئا على المنصة ما لم يحظ على موافقتهم مسبقا.

رقابة وتسلط يخنقان الأنفاس، حتى بدأ الشباب يتساءلون عما إذا كانوا سيكونون نادمين يوما تحت حكم الإصلاحيين بعد سقوط النظام.

الخطاب السلفي الديني الظلامي المنبعث من منصة الساحة كان أكبر هدية يقدمها حزب الإصلاح لأجهزة النظام. فكثير من الخطب التي تبرز الوجه الطالباني يتم تسجيلها من قبل الأجهزة الأمنية، تم تقدم إلى السفارة الأمريكية والسفارات الأوروبية لتريهم نوع الحكام الذي سيرثون علي عبدالله صالح في حالة نجاح الثورة في إسقاطه.

وأنا أجزم أنهم السبب الأساسي في تأخر تحقيق أهداف الثورة وتراجع الموقف الدولي في دعنها، وهي التي كان يمكن أن تنجز أهدافها في عشرين يوما أو شهر لولا تدخلهم وهيمنتهم على حركتها وقراراتها.

 المسيطرون على المنصة كانوا في البداية يرفضون حتى إذاعة أنشودة لأيوب طارش، وحاولنا عبر اللجنة التنظيمية ولكنها كما قلت ظلت عاجزة ولم تتمكن من تغيير الوضع بينما أمعن الإخوان وسلفيوهم في إقصاء الآخرين، ويماطلون في الموافقة على أي تغيير.

علمنا على إنشاء منصة أخرى تقدم خطابا مختلفا فاعتدت لجانهم الأمنية علينا، وقاموا بتكسير المنصة والأجهزة التي كانت عليها، ثم قاموا بمد مكبرات صوت إلى المنطقة التي كانت فيها منصتنا.

 التقينا بقياداتهم وشكونا الممارسات الاقصائية، وحذرنا من نتائجها على وحدة الصف، فقال لنا الأمين العام المساعد للإصلاح الدكتور السعدي "إذا أردتم منصة أخرى فابحثوا عن ساحة أخرى" بينما قال لنا محمد قحطان أنه يخشى أن تشبه منصتنا صحيفة المستقلة التي أصدرها.

كل من يعترض على ممارساتهم يسمونه بالبلطجي والمندس ويتهمونه بالعمل لصالح الأمن القومي، وفوق ذلك استحدثوا سجونا خاصة بهم يمارسون فيها إرهاب كل من يخالفهم. ثم جاءت ذروة الإرهاب بالاعتداء على الناشطات من أعلام المجتمع وكبار مثقفاته ومناضلاته.

 لقد أردنا الساحة نموذجا للدولة الحديثة التعددية المدنية فتحولت إلى معسكر سلفي للخطاب الطالباني والممارسات الطالبانية.

لقد بدأنا بهذه الثورة ونحن أربعون شخصا ونحن على استعداد لنبدأ من جديد ولو بأربعين شخصا".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار