الجمعة، 29 يوليو 2011

الحوارُ‮.. ‬الفِــرْقة‮ ‬الأولى أصواتُ‮ ‬الـمَــدافِــع‮.. ‬فتاوى‮ ‬التكفير



 لماذا الهُروبُ من الحوار؟!.. سُؤالٌ يَــطرَحُ نفسَــه بكــُــلِّ قوة.. النظامُ والرَّئيسُ والحزبُ الحاكمُ يدعو إلى الحوار الذي يُؤدي للخروج من هذا النفَق الـمُــظلِــــم.. بالمقابل طرَفٌ آخر يُــريدُ استلامَ السلطة بأيِّ ثمن.. لا يُريدُ انتخاباتٍ، ولا يُريدُ حواراً، ولا يُـريدُ حُــكومةَ وَحدة وطنية، يُـريدُ السلطةَ ولا سواها..
أيضاً دعواتٌ نسمعُــها عن ضرورة إعادة هَـيْـكَلَة الجَيش، وكأن الجَيشَ ملكُ أشخاص.. ولا يتكلمون عن الفرقة الأولى مدرَّع وضَرورة إعادة هيكلتها.. عَسْــكرةُ الثورة أمرٌ مشروعٌ من وُجهة نظرهم، ودعواتُ الحوار التي يُطلقـُــها الرئيسُ مرفوضةٌ عندهم..
أيُّ مُستقبَـل هذا الذي يُـمكنُ أن نَصلَ إليه إذا مَا وَصَلَ هؤلاء إلى ما يُـريدون؟.. يُــريدون سُـلطةً تحتَ أيديهم، ويُـريدون جَيشاً تحتَ إمْــرَة الفرْقة الأولى وعلى شاكلتها.. يُـريدون جَيشاً يُـدينُ بالوَلاء لحزبهم وفكرتهم وتشدُّدهم..
عندَما ندعو إلى الاستجابة للحوار إنما ندعو لما فيه مَصلحةُ الـيَـمَـن، ولما فيه مُستقبَــلٌ أفضلُ.. الاستقواءُ بالفرْقة أو الحرب الأهلية أو ما سوى ذلك لن يُــؤَديَ إلى الأفضل.. لا نـُـريدُ أن تقعَ بلادُنا في مُستنقـَـع الحرب الأهلية يَضيعُ فيها الأمنُ والاستقرارُ.. لا نــُــريدُ فترةً يَـكونُ الحُــكمُ فيها لصَوت البُـندقية وفوهات المدافع..
اليومَ نرى الرصاصَ هو الذي يُسيطر.. نرى في محطات البترول مجموعاتٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ مسلحةًًًًًًًًًً تقتحمُ الطوابيرَ وتأخــُــذُ الأولويَّــةَ في تعبئة السيارات، ومَن اعترض كان الرصاصُ جزاءَه.. نرى مجموعاتٍٍٍ يَــقطعون الشوارعَ إحتجاجاً على انقطاع الخدَمات، ولا أحد يستطيعُ صَــــدَّهم أو ردْعَهم.. هذه المجموعاتُ ستتحوَّلُ إلى عصابات مسلحة إذا ما تدهورت الأوضاع.. سيَكونُ هَؤلاء جُـنوداً مرتزقةً لمن يَدفَع.. ستكونُ العصاباتُ المسلحةُ هي المتحكّمة في كــُــلِّ شيء.. وفي نفس الوقت ستَكونُ جماعات متشددة عقائدية تقتــُــلُ وتستبيحُ باسم الدين!!!.
هل هذا هو المستقبلُ المنشود؟.. في مصرَ إلى اليوم لم تستقر الأوضاعُ رغم مدَنية المجتمع.. لا زالت العاصمة القاهرة تعيشُ الخوفَ وعدمَ الأمان.. في تونس كذلك وإنْ كانَ بصورة أقل.. ليبيا عدة أشهر تحتَ أصوات الصواريخ والدبابات والمدافع.. فماذا يُريدون للـيَـمَـن؟!!!.
في الـيَـمَـن دعوةُ الحوار التي أطلقها الرئيسُ لا زالت قائمة.. وترتيبُ آلية التغيير هي التي ستحمي الـيَـمَـنَ من الوُقوع في براثن التفكــُّــك والحرب الأهلية.. المجتمعُ المدَني الذي ننشُـــدُهُ لن نصلَ إليه إلاَّ بالحوار والتنازُل وتثبيت رُؤية صحيحة وسليمة للانتقال إلى التغيير المنشود.
المواطنُ يَـحلــُــمُ بمُستقبَــل أفضل يتمُّ فيه حمايةُ حُقوقه وحُريته، يَحلـُـمُ بعَيش أفضل.. المواطنُ لا يُريدُ مُستقبَلاً يكونُ فيه تحتَ رَحمة جُـنود طالبان وعصِــيِّـهم وبنادقهم.. المواطنُ لا يُريدُ مُستقبَــلاً تكونُ فيه فتاوَى التكفير والقتل والإبادة والتطهير هي التي تسيطرُ على الدولة والمجتمع.. المواطنُ لا يُــريدُ استبدالَ السُّــلطة أو الأشخاص.. بل يُـريدُ ويَحلــُــمُ بتغيير يُــفضي إلى مُجتمع مَــدَني.. هذا الحلمُ لن يتحققَ فَجْــأةً.. ولن يُـــكتــَــبَ له النجاحُ إلاَّ بالجُــلوس للحوار والاتفاق على آلية واضحة وصَريحة ومُحَدَّدة تؤدي إلى الوُصول إلى تحقيق أهداف وطموحات المواطن..
أحداثُ الحَصَبة وجُــمُــعة الخيانة أثبتت أن لا مَخرَجَ للـيَـمَـن إلاَّ بالحوار.. كما أثبتت أن هُــناك وجاهاتٍ وجَمَاعاتٍ وأحزاباً تُؤمنُ بلــُــغة السلاح، وتُؤمنُ بالعُـــنْف، وهذا الأمْرُ هو ما يَضَعُ علاماتِ الاستفهام حَولَ التغيير الذي يُــريدُهُ البَعضُ.. تغييراً يَحمي مصالحَهم، وينتصرُ لأفكارهم وأحزابهم بعيداً عن المدَنية، وبعيداً عن مصالح الشعب والوطن..
الحِــــوارُ ولا سوى الحوار هو المخرَجُ لـمَــن يُريدُ فعْلاً مُستقبَــلاً أفضلَ للـيَـمَـن، لكي لا تقعَ في بَرَاثِــنِ الانهيار والتشَــدُّد والدوْلة الطالبانية.
والعَاقبةُ للمُـــتقين..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آخر الأخبار